مخطئ من يظن أن حكومتنا غير عابئة بمواطنيها الذين يكتوون بحرّ الصيف، ومن يتهمها زوراً بأنها لا تشعر بمعاناتهم، تأكدوا أن قلبها علينا تريدنا أن نتأقلم شيئاً فشيئاً مع حرارة الجحيم وقد أصبحنا على أبوابه حتى لا نصاب بصدمة حرارية قد تعرقل دخولنا الهانئ إليه.
وكأن المصائب الاقتصادية والغلاء وأزمة البنزين لم تكفهم لتضاف الى مصائب السوريين مصيبة جديدة في عز موجة الحر الصيفي ألا وهي غياب التكييف عن معظم المنازل وتحولها الى آتون ملتهب يكوي أهله بناره.
فمع انقطاع التيار الكهربائي لعشرين ساعة أو أكثر يومياً صار تشغيل المكيفات في البيوت حلماً شبه مستحيل فيما تشغيل المراوح الكهربائية دونه عثرات التقنين القسري للكهرباء.
ومع فقدان السوريون الأمل بتحسن بالكهرباء، باتوا يشترون أدوات التكييف التي تعمل على البطاريات والتي تقارب سعر المروحة الواحدة ذات البطارية الداخلية نحو 400 ألف ليرة سورية وبذلك لا يبقى للفقير، الذي لا حول له ولا قوة سوى ربما تجربة النوم على الشرفات خلال الليالي الحارّة.
صحيفة الوطن المحلية، قالت نقلاً عن أصحاب محال الأجهزة الكهربائية المنزلية، إن المراوح التي تعمل بالبطاريات إضافة إلى المراوح الكهربائية تشهد إقبالاً كبيراً خلال الأيام الماضية.
وذكر أصحاب المحال للصحيفة أن أنواع المراوح وأحجامها متعددة، منها صناعة محلية ومنها صيني، كما أن بعضها يعمل بالتيار الكهربائي المباشر أو عبر بطاريات داخلية وفي بعض الأحيان بطاريات خارجية، إضافة إلى أنواع تعمل باستخدام تيار الكهرباء والبطارية.
وتبدأ أسعار المراوح من 150 ألف ليرة للمروحة ذات البطارية الخارجية، و400 ألف ليرة لذات البطارية الداخلية، وعادة ما تكون المراوح ذات البطاريات الخارجية هي المطلوبة أكثر من غيرها، لكونها رخيصة.
وأشار أصحاب المحال إلى أن أسعار هذا العام زادت عن سابقه عليهم بنحو 30-40 بالمئة، بسبب زيادة تكاليف الاستيراد، أو الإنتاج وأجور الشحن بين المحافظات كما يزعم التجار الكبار والمستوردون.
من جانب آخر، ذكر مواطنون للصحيفة أن المراوح القابلة للشحن، أفضل من نظيرتها التي تعمل بالكهرباء فقط، لكون الكهرباء شحيحة بمعظم الأوقات، حيث أن الكهرباء تصل لمدة نصف ساعة مقابل خمس ساعات ونصف ساعة قطع.
وأضافوا أنّ شحن هذا النمط من المراوح يتم في بعض المحال التي تتوافر فيها مولدات، وبـ100 ليرة فقط، وهو ما يكفي لتشغيل المروحة ما بين 3-5 ساعات، حسب حجم البطارية.
وذكر آخرون أنهم حوَّلوا مراوحهم الكهربائية القديمة الأرضية أو العمودية، لتعمل بالبطاريات أيضاً. وأوضح بعضهم أن ذلك لم يكلفهم كثيراً، فهو أوفر من شراء مروحة جديدة.
ولفتوا إلى أن كلفة تحويل المروحة نحو 65 ألف ليرة فقط، ولكنها تفقد خاصية التحكم الرقمي بسرعاتها، ويصبح ذلك يدوياً، بحسب ما نقلته "الوطن".
بدوره، أفاد رئيس دائرة الأسعار بمديرية التجارة الداخلية بحماة أحمد حوراني، لـ”الوطن” المحلية، أن أسعار المراوح تندرج ضمن بند “بيان الاحتفاظ”. أي أن التاجر يقدم للدائرة بيانات تكلفة وتصدق من المديرية ويحتفظ بها لديه.
أما إذا كان المستورد أو التاجر الرئيسي من محافظة ثانية، فيكتفي التاجر الذي يبيع مراوح بالمحافظة بالفواتير النظامية لإبرازها لحماية المستهلك عند اللزوم. وكشف أنه لم يتقدم أحد حتى يوم أمس ببيان تكلفة للدائرة.
من جهته، بيَّن مدير التجارة الداخلية بحماة رياض زيود للصحيفة المحلية، أن دوريات حماية المستهلك نظمت منذ بداية الشهر الجاري وحتى تاريخه، أكثر من 63 ضبطا بحق المخالفين الذين ارتكبوا مخالفات عدم حيازة فواتير، وعدم منح فواتير صحيحة، ومنها العديد من الضبوط التي تتعلق بمحال الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية.
من جانبهم، أكد بعض التجار في وقت سابق لوسائل إعلام محلية، إن "الارتفاع في الأسعار، يعود بالدرجة الأولى لصعوبة الاستيراد، وعدم منح إجازات استيراد "وهذا أدى لانخفاض المعروض وارتفاع الأسعار، إذ إن السوق يعاني من حالة ركود، فالأسعار لا تتناسب مع واقع دخل المواطنين.
هذا وتواصل أسعار التجهيزات الكهربائية ارتفاعها في سوريا، متأثرة بارتفاع درجات الحرارة المترافق مع ازدياد في الطلب.
وبشكل عام تلجأ بعض العائلات إلى إصلاح وإعادة تأهيل الأدوات الكهربائية القديمة، لتشغيلها مجددا، بسبب عدم قدرتهم على تجديدها وشراء أدوات جديدة، كل ذلك أفضى إلى تنشيط سوق لبيع الأدوات الكهربائية المستعملة في كل محافظة على حدا.