خاص B2B-SY
يتكشف غول الغلاء في سوريا يومياً، وبات كل شيء إلى ارتفاع جنوني وخاصة المواد الاستهلاكية التي ترتبط بيوميات المواطن، ومع ارتفاع أسعار البن، خلال الفترة الأخيرة، تحول عدد كبير من مستهلكي القهوة إلى شراء مادة البن بكميات قليلة تصل إلى غلوة واحدة.
رئيس الجمعية الحرفية للمحامص عمر حمودة، قال لصحيفة "تشرين" إن "أسعار البن ارتفعت لعدة أسباب خارجية منها ارتفاع البورصة العالمية منذ 15 شهراً إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في الأشهر الماضية، بسبب عدة عوامل منها:
• الظروف الجوية
• اضطراب حركة الشحن البحري
• تعرض حقول البرازيل أكبر مصدّر للبن في العالم لأسوأ أحوال مناخية منذ عقود، الأمر الذي أدى إلى ضرر كبير في المحاصيل.
وأضاف أن هناك أسباباً داخلية أثرت في ارتفاع المادة مثل: صعوبة تأمين المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها، والتي تعدّ من الأساسيات في عملية تحميص البن، وكذلك ارتفاع أجور النقل واليد العاملة والضرائب.
وتابع: "هناك عوائق تواجه استيراد البن تحديداً في إجازات الاستيراد، فقد تتأخر الإجازة، ما يؤدي إلى ضعف التوريد وتحديد المنشأ بمصدر واحد، وعدم وجود شركات شحن تقبل شحن البضائع إلى سوريا كما السابق، بسبب العقوبات المفروضة عليها، ما يفرض على المستورد السوري نفقات أخرى ويحمّله أعباء إضافية".
وأشار حمودة إلى أنه تتم إضافة 35 في المئة على سعر البن الأخضر للحصول على كلفته محمّصاً من دون طحن أو إضافة هيل له.
وأكد أن "هناك بعض أصحاب محال طحن وبيع البن يقومون بخلطه بمواد أخرى تكسبه مذاقاً غير مستحب، يفقد فنجان القهوة نكهته المميزة من أجل الحصول على أرباح مادية كبيرة، مشيراً إلى ضبط بعض حالات الغش، بعد أخذ عينات عشوائية من الأنواع الموجودة، وفحصها".
وتراجع بيع القهوة، وانخفض الإقبال على شرائها وفقاً لما أكده بعض بائعي البن لصحيفة "تشرين" بسبب ارتفاع أسعارها خلال الفترة الماضية، لدرجة غير مسبوقة، حتى باتت مشروباً كمالياً لدى بعضهم، بعد أن كانت مشروباً يميز جلساتهم، وأصبح مفهوم بيع القهوة بـ "الغلوة" أمراً اعتيادياً ودارجاً، بعد أن تجاوز سعر كيلو القهوة متوسط النوعية 34 ألف ليرة.
وأضاف التجار أن المستهلكين الذين كانوا يشترون مقدار نصف كيلو، ويعيدون الكرّة كلما نفدت الكمية باتوا يشترون كميات قليلة تكفي لفنجان الصباح فقط.
أوضح أحد أصحاب المحامص أن أسعار المادّة تشهد ارتفاعاً في الأسواق العالمية بنسبة 35 في المئة في الدول المنتجة والمصدرة، إضافة إلى عوامل أخرى منها ارتفاع تكاليف الشحن ومصروفات الاستيراد وغيرها.
وتابع: بات سعر كيلو غرام البن من نوع روبستا ذي المنشأ الهندي أو الفيتنامي يتراوح بين 16000 و 17500 من دون تحميص، والبن البرازيلي حبة قياس 15-16 وصل سعره إلى 24000، بينما البن البرازيلي قياس حبته 17-18 تراوح سعره بين 28500 و30000، وبلغ سعر البن الكولومبي الذي يعدّ من أنواع البن الفاخرة 36500 ليصل إلى 38000.
وأضاف: كما ارتفع سعر الهيل الذي تراوح بين 50 و70 ألف ليرة حسب نوع الحبة، وسعر أوقية القهوة تباع بما لا يقل عن 6 آلاف ليرة وترتفع إلى 6800 إذا كانت تحتوي على الهيل.
صاحب أحد المقاهي أشار للصحيفة إلى أن أسعار القهوة ارتفعت أيضاً في المقاهي بسبب ارتفاع سعر البن، وأصبح شرب فنجان القهوة مكلفاً يتراوح بين 2500 و 4000 حسب تصنيف كل مقهى.
تقرير سابق لـ"بزنس2بزنس"، أشار إلى أن بعض تجار البن في سوريا باتوا يغشون في القهوة بأساليب متعددة لزيادة أرباحهم، رغم ارتفاع أسعارها، حيث أن المواد المستخدمة لغش البن كثيرة جدا ومتنوعة، حيث يصعب اكتشافها بسهولة، منها تحميص الشعير أو البقوليات أو الخبز المحروق أو جذور الهندباء أو نواة التمر بعد طحنها، كما أن هناك البعض يستخدم نشارة الخشب الناعمة لزيادة الوزن أثناء التحميص من ثم إضافة المنكهات لإعطاء مذاق القهوة.
ونقل التقرير عن مختصين، أن البعض يستخدم الحمص بديلا عن حبات الهيل، والبعض يضعون الغليسرين أثناء التحميص ليساهم بتليُّف الحبوب المحمصة منع لتبخر الماء الموجود فيها، مشيرين إلى أن أهم سبب للذعة الحموضة في بعض الأحيان يعود إلى تأثر حبوب البن بالرطوبة إثر تخزينها لفترات زمنية طويلة.
من جهة ثانية، وبحسب "بزنس2بزنس"، حققت أسهم القهوة، في العام الماضي، أرباحا كبيرة قاربت 80 بالمئة وهي الأعلى منذ عشر سنوات. حيث كانت مبيعات الربع الأول عالية، وأظهرت مبيعات الربع الثاني والثالث بعض المكاسب. في حين ارتفعت المبيعات في الربع الأخير من عام 2021 حيث عزز الطقس البارد استهلاك المشروبات الساخنة.