سجلت أسعار البيض ارتفاعاً قياسياً خلال الفترة الماضية في سوريا ما دفع المواطنين إلى تربية الدجاج على أسطح المنازل، وفي الحدائق المنزلية، سواء داخل المدن أو الأرياف في محاولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة.
صحيفة "تشرين" المحلية نقلت عن أحد المواطنين وهو من حي الجلاء بالسويداء قوله إن "فكرة تربية الطيور على سطح المنزل قديمة ومعروفة خاصة تربية الحمام، ولكن بسبب الحاجة وارتفاع أسعار البيض والفروج الجنوني باتت تربية الدجاج للاكتفاء الذاتي ضرورة لكل مواطن قادر على ذلك".
وسجل الفروج والبيض أسعارا غير مسبوقة في أسواق السويداء حيث وصل سعر كيلو الفروج النيء المنظف إلى 21500 ليرة سورية وصحن البيض في بعض المحال 25 ألف ليرة سورية.
من جهته، أشار الخبير الاقتصادي جورج خزام إلى أن من أهم الأسباب الكثيرة التي أدت إلى انهيار قطاع الدواجن وارتفاع أسعار الفروج والبيض هو فرض وزارة التجارة الداخلية خلال سنوات سابقة أسعاراً للمبيع أقل من كلفة الإنتاج تحت التهديد والترهيب بالسجن والغرامات، بحجة وضع سقف للأسعار لحماية المستهلك بالرغم من ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وتابع في حديثه للصحيفة المحلية أن الوزارة لم تترك التسعير بالأسواق وفق قانون العرض والطلب، ولذا كانت النتيجة الحتمية خروج أعداد كبيرة من المداجن من الخدمة وتكبيدهم خسائر فادحة.
وأشار إلى أن الوزارة خلال الفترة السابقة اشترت الفروج بكميات كبيرة، وخزّنته في البرادات، ومن ثم أعادت طرحه للبيع بأسعار رخيصة، عندما كان يرتفع سعره مع ارتفاع سعر العلف وسعر الصرف، ما أدى إلى تكبيد المربين خسائر فادحة بسبب دخول الوزارة مضارباً ومتدخلاً سلبياً بالسعر، وهذا تسبب بخروج مزيد من المربين من السوق.
وبالإضافة إلى ذلك، لفت خزام إلى أن ارتفاع أسعار العلف المحلية أعلى بكثير من أسعار العلف في دول الجوار، ما أدى إلى دخول كميات كبيرة من الفروج المهرب من لبنان، وبأسعار أرخص، وتكبيد مربي الفروج الخسائر، بحسب خزام، فضلاً عن الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات للنقل والتدفئة.