كشف مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، عن وجود زيادة لافتة في عمالة المرأة في سوريا، نتيجة هجرة قسم كبير من الذكور إلى خارج البلاد، مبيناً أنه هنالك 7 نساء مقابل كل رجل في سوق العمل.
ونتيجة لذلك، نقل موقع "أثر برس" المحلي عن المصدر قوله بأن الوزارة قامت في وقت سابق بإصدار قراراً متعلقاً بنظام تشغيل النساء، والمتضمن الظروف والشروط والأحوال التي يجري فيها تشغيل النساء، إضافةً إلى الحقوق المترتبة على صاحب العمل.
من جهتها، ترى الدكتورة في علم الاجتماع، أمينة الحاج، أن النساء أجبرت للدخول في سوق العمل بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، نتيجة لهجرة قسم كبير من الشباب، وتجنيد القسم الآخر في "الخدمة الإلزامية"، وأضافت: "قد تكون فرص العمـل متاحة ولكن كلها محفوفة بالمخاطر والتنازلات التي أجبرت عليها النساء بسبب غياب المعيل وعدم القدرة على الخروج".
ولفتت إلى أنّ بعض الشركات والمؤسسات يفضلن توظيف النساء على الرّجال فيلجأ صاحب العمـل إلى توظيف شابات تفضيلاً منه للاستقرار بالعمل، فالظروف السيئة أرغمت بعض الأسر على أن تسمح لفتياتها بالعمل، وهذا طبيعي بحكم الغلاء الذي خلق العجز عن تأمين متطلبات الحياة للعيش.
وقالت الحاج: "لاحظنا دخول النساء بمجالات جديدة حيث إن البعض أصبح يمارسن مهنة البناء والتمديد الكهربائي أو الصحي، وبعضهن يعملن على سيارة أجرة أو في البلدية، وهذا يشكل خطراً كبيراً على كرامة المرأة".
فاطمة (40 عاماً) أوضحت أنها اضطرت لبدء رحلة البحث عن عمل لسد احتياجات عائلتها والحصول على قوتها وهو ما لم تعتده كونها لم تكن من النساء العاملات لاكتفاء عائلتها مادياً.
بدأت فاطمة العمل منذ أشهر من خلال التعاقد مع إحدى الشركات المسؤولة عن تأمين ركن للسيارات في منطقة المحافظة، في البداية كان الأمر غريباً على من يطلب صفة للسيارة من فتاة ولكن اليوم أصبح الوضع عادياً والزبائن اعتادوا على وجودها بهذا المكان، وفقاً لفاطمة.
لبنى الفتاة العشرينية لم تصمد كثيراً في عملها الأول وهو نقل أكياس الخضراوات والفواكه في سوق الهال بمنطقة الزبلطاني في دمشق، وتقول: "بسبب الجهد الكبير في العمل والمردود المادي الضئيل جداً، إذ كنت أتقاضى مبلغ 20 ألف ليرة في الأسبوع، قمت بتغيير العمل والاتجاه إلى العمل في مجال تصنيع الحلويات وبالمردود نفسه لكن بجهد أقل".
بعض الفتيات اضطررن للعمل على الرغم من وجود رب الأسرة بسبب انخفاض مستوى الدخل، ومنهن من تركت دراستها الجامعية لوقوع تلك المسؤولية على عاتقها لتتلقى أجراً زهيداً لا يزيد على 200 ألف ليرة سورية.
وهنا تقول مريم: "العمل ليس معيباً مقابل الحاجة طالما أنني لا أتسول في الطرقات والشوارع للحصول على المال"، وتكمل الفتاة الحاصلة على معهد تربية رياضية: "حاولت الحصول على وظيفة في القطاع العام كثيراً، ولكن من دون فائدة فما كان مني إلا التوجه للعمل مدربة رياضة بلعبة الكاراتيه".
تختم ذو الـ 24 عاماً قولها: "الكثير من الفتيات يعملن خارج اختصاصهن، فصديقتي خريجة قسم التاريخ تعمل محاسبة في مطعم بمنطقة البرامكة"، مبينة أن معظم الفتيات يفضلن العمـل في محال الألبسة والأحذية والاكسسوارات والحلويات، رغم أن الرواتب ضعيفة جداً وغير كفيلة لسد التكاليف والحاجات الملحة المتراكمة.