يمتزج طعم الأعياد في سوريا بمرارة الأيام التي نعيشها، فموجة الغلاء التي تعصف في البلاد أثرت على هذا الإحتفال بكافة تفاصيله، ابتداءً بالسلع الغذائية وليس انتهاءً بالهداية فأصبح الاحتفال بـ "عيد الأم" هذا العام له طعم مر بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنين وعدم تمكن الكثير من الاحتفال بوالدته.
وخلال استطلاع لموقع "أثر برس" حول أسعار قوالب الكيك في محال الحلويات بالعاصمة دمشق تبيّن أن سعر قالب كيك يكفي لأربعة أشخاص 40 ألف ليرة سورية، وسعر قالب كيك يكفي لعدد من 8-10 أشخاص 75 ألف ليرة سورية بينما سعر قالب كيك محشي لوز يكفي 10 أشخاص 65 ألف ليرة سورية أما سعر قالب كيك 12-14 شخص 100 ألف ليرة سورية، بينما سعر قالب كيك حجم وسط 50 ألف ليرة سورية، وتزداد الأسعار إلى ما يقارب الضعف أو أكثر إن رغب الزبون بوضع إضافات أو اختار حشوة معينة وحسب الموديل المطلوب إضافة إلى اسم المحل الذي تشتري منه.
وفي هذا السياق"، أوضح رئيس جمعية المستهلك عبد العزيز المعقالي للموقع المحلي أن "الجمعية تتابع موضوع أسعار الكيك بمناسبة عيد الأم وتم توجيه كتاب إلى مديرو التموين لضبط السوق والتجار الذين يستغلون مثل هذه المناسبات السنوية لرفع أسعارهم بحجة أن هذه المناسبة مرة في العام".
وتابع أن "هناك فوضى بالأسعار بشكل غير طبيعي سواءً للكيك أو الحلويات بشكل عام ويقدر ارتفاعها بنحو 100% وهو شيء مقلق للغاية"، مشيراً إلى أنه لا يوجد مبررات لهذا الارتفاع وهو دليل فوضى بالأسواق بشكل عام وبعض من أصحاب المحال يتخذون من حوامل الطاقة والمازوت والغاز حجة لرفع أسعارهم بهذا الشكل الفوضوي.
وأضاف المعقالي أن “الجمعية تعمل على ضبط السوق بكل الإمكانيات المتاحة ويتم تنظيم الضبوط بحق التجار المخالفين من قبل مديرو التموين”، مبيناً أن بيانات التكلفة رفعت إلى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لوضع أسعار تناسب الجميع ولكن من الواضح أنه لا يوجد التزام من قِبل التجار والكل يبيع على مزاجه.
وختم حديثه قائلاً: إن “شهر رمضان على الأبواب والحلويات تكون مطلوبة بهذا الشهر خصوصاً في أول 10 أيام ومن بعدها ينخفض الطلب قليلاً ومن المهم أيضاً ألا يكون السعر على حسب الجودة والنوعية”.
من جانبه، بيّن رئيس الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات بسام قلعجي لـ”أثر برس” أن “الأسعار بين العام الفائت والعام الحالي تغيرت فهي تضاعفت وذلك بسبب ارتفاع سعر غرام الذهب وتغير سعر الصرف والمواد الأساسية هي مستوردة والتاجر يدفع ثمنها حسب السعر المستورد وكله متعلق ببعضه، ومن المؤكد أنه سيكون هناك تأثير سلبي على الأسعار”.
وتابع أن “الحرفيين يأتون إلى الجمعية ويأخذون كتاب موجود به بيانات تكلفة الأسعار ويتم تصديقها من الاتحاد وترفع إلى وزارة التجارة الداخلية ويضع بها 35% عمالة وعمال وللحرفي 10 % هامش ربح”، منوهاً إلى أن تثبيت أسعار المواد في الأسواق سينعكس بشكل إيجابي على تسعير وستكون ثابتة.
وبيّن قلعجي أن "هناك الكثير من المشاكل التي تعترض حرفيي الحلويات فبعضهم لا تكفيه مخصصاته من المحروقات التي توزع من قِبل الحكومة بشكل مقنن؛ فإذا احتاج الحرفي أن يعمل بشكل إضافي فهو مضطر لشرائها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة وهذا أيضاً سينعكس على الأسعار”، لافتاً إلى أنه لو توفرت المادة بشكل كامل فلن تبقى عند الحرفي حجة لعدم تقيده بالسعر الصادر عن الوزارة.