تحدث صحفي سوري عن ما أسماه الفرز الطبقي الذي تسبب به التعليم في الجامعات الحكومية.
وقال الصحفي زياد غصن لإذاعة شام اف ام: لأسباب كثيرة منها الغلاء القاتل، تراجع القوة الشرائية للأسر، وانسحاب الجامعة الحكومية من ميدان تأمين كثير من المستلزمات، باتت تكلفة الطالب مرتفعة، وهذا الارتفاع متباين بين اختصاص وآخر، وكلية وأخرى.
وأضاف غصن: تكلفة جعلت أسراً كثيرة تحدد خيارات أبنائها في التحصيل الجامعي بناء على وضعها المادي، وقدرتها على تأمين مستلزمات الدراسة الجامعية، أي أن مفاضلة الأسر في تحديد خيارات أبنائها لم تعد، كما في السابق، قائمة على اعتبارات اجتماعية وقناعات خاصة، وبالطبع هي نسفت أيضاً أي فرصة لمناقشة رغبة الطالب وخياراته.
وقال الكاتب المتخصص في الشأن الاقتصادي: عندما تصبح دراسة الطب أو الهندسة أو الفنون وغيرها بحاجة إلى نهر جارٍ من النفقات، فكيف يمكن لأسر فقيرة كثيرة أن تتحمل ذلك، وهي باتت تشكل حوالي 90% من المجتمع السوري.
وأضاف: ربما لا تكون الظاهرة قد تبلورت ملامحها بشكل أوضح اليوم، لكنها غداً ستكون بمنزلة مشكلة كبيرة، مشكلة ستعيدنا إلى المربع الأول، عندما كان التحاق الفتاة بمعاهد إعداد المدرسين هو الحل لأسر فقيرة، ودراسة الشباب للكليات النظرية التي لا تتطلب دواماً إلزامياً هو الخيار الأنسب لأسرهم من جميع النواحي، والخوف ألا يقف الأمر عند هذا الحد، كأن تزداد مثلاً نسبة التسرب الجامعي بفعل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
وختم غصن بالقول: هذه دعوة إلى دراسة ظاهرة كلف الدراسة الجامعية الملقاة على عاتق الطلاب، وسبل المساعدة المتاحة لحماية حقوق الكثير من أبناء الفقراء وأصحاب الدخل المحدود.