انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة «تجارة التشات» عبر تطبيقات الدردشة والبث المباشر مثل (بيغو لايف- ميكو لايف- party star- لايكي- الآيمو.. وغيرها)، مثيرةً جدلاً واسعاً حول طبيعة العمل الذي قد يخفي وجهاً غير أخلاقي أبداً!
ورأت الاختصاصية النفسية روان قطيفاني في حديثها لصحيفة الوطن، أن اتجاه الشباب كفئة خاصة نحو هذه التطبيقات هروب إلى عالم افتراضي يختلف عن واقعهم، إضافة للدافع المادي بشكل أساسي لأنها تحقق الكسب السريع الذي لا توفره الوظائف العادية.
وأشارت قطيفاني، إلى تعدد الدوافع النفسية والاجتماعية ومنها الحصول على التقدير الذاتي والإشباع العاطفي المفقود ربما في الأسرة في ظل انشغال الأبوين الدائم أو لأخطاء في التربية والتنشئة التي تتمثل في قمع الرأي وعدم الإصغاء، أو لغياب مفهوم القدوة لدى الشاب أو المراهق، بالتالي تحول اليوتيوبر والمشاهير إلى قدوة له في تحقيق أهدافه وغيرها من أساليب خاطئة تجعل المراهق يبحث عن القبول الاجتماعي لدى فئات المجتمع عبر تقليدهم.
وأكدت قطيفاني، انعكاس استخدام هذه التطبيقات على الفرد نفسياً وجسدياً واجتماعياً، كتقليد المشاهير والانغماس في الألعاب الخطيرة وتنفيذ أوامر اللاعبين في ألعاب الرعب كأحد الظواهر المنتشرة حالياً أيضاً، عدا المشاكل الدراسية وضعف التحصيل العلمي نتيجة عدم التركيز وشرود الذهن إضافة إلى الشعور بعدم الرضا والإحباط والاكتئاب.
ولفتت إلى استخدام بعض الشباب والفتيات بشكل خاص لهذه التطبيقات كنوع من الدعارة الإلكترونية بصورة جديدة من صور الدعارة الحقيقة المعروفة منذ زمن طويل، وذلك عبر ظهور بعض الفتيات عاريات أحياناً أثناء البث المباشر أو دعوة شاب لممارسة العلاقة الجنسية عبر الكاميرا أو الكتابة عبر مواقع الانترنت، ولم تستبعد إمكانية تحولهن من الدعارة الإلكترونية إلى الواقع بشكل فعلي لأسباب تتعلق بالدافع المادي وغياب التربية السليمة والرقابة، ما قد يشكل خطراً رهيباً على المجتمع والجيل بأكمله ما لم يتم التصدي له من جميع الجوانب قانونياً ونفسياً واجتماعياً، مؤكدةً دور الأسرة في الانتباه لسلوك أبنائهم على مواقع الإنترنت كافة وعلى محيطهم الاجتماعي من الأصدقاء خاصة.
ونفى معاون مدير الشركات في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أنس ناعسة، وجود أي ترخيص لتطبيقات التجارة الإلكترونية في سورية حتى الآن.
وأشار إلى أن ترخيص الوكلاء للتطبيقات التي تعمل خارج البلاد يتم عبر تسجيلهم لدى وزارة الاقتصاد والتجارة والخارجية في دائرة فروع الشركات الأجنبية والوكالات الأجنبية.
وأكد المحامي رامي الخيّر، أن أي تطبيق يعمل في سورية بحاجة إلى ترخيص وتنظيم من الهيئة الناظمة للاتصالات والمؤسسات ذات الصلة، بالتالي فإن استخدام التطبيقات غير المرخص لها في سورية هو «مخالفة قانونية»، وهناك عقوبات شديدة لما ينتج عن أخطاء أثناء الاستخدام، أما عمل وكلاء التطبيقات غير المرخص لها فيعتبر دخولاً غير مشروع للشبكة السورية وتتراوح العقوبة بين الغرامة والحبس أو الاثنين معاً.
وأوضح أنه إذا كان القصد من العمل عبر التطبيقات غير المرخصة هو صناعة محتوى علمي أو ثقافي أو اجتماعي فلا مسؤولية جزائية ولا عقوبة على مستخدميها من حيث المبدأ، إنما تترتب المسؤولية عليهم فقط من ناحية العمل عبر تطبيق غير مرخص.
أما ما يخص الأعمال المخلة بالآداب فهي تستوجب عقوبة جزائية رادعة تتحقق من خلال ارتكاب عدة جرائم عبر هذه التطبيقات، موضحاً أن الأفعال المنافية للأخلاق والآداب كالتعري مثلاً ينطبق عليها جرم التعرض للأخلاق العامة التي تصل عقوبتها حتى ثلاث سنوات حبس.
يذكر أن هذه المنصات، السابقة الذكر، هي منصات بث حواري مباشر متواصل، تمكن المستخدمين من مشاركة لحظاتهم الحيّة مع المتابعين الذين بإمكانهم دعم المستخدمين المفضلين «بهدايا» داخل التطبيق عبر ميزات الذكاء الاصطناعي، محققةً أرباحاً كبيرة أسبوعياً وشهرياً للمستخدمين ووكلائهم
ويتطلب امتهان العمل في هذه التطبيقات وجود وكيل يرسل له المستخدم الراغب بالعمل كصانع/ة محتوى أو مذيع/ة طلباً يتضمن بياناته الشخصية، وبعد موافقة الوكيل يحدد له ساعات العمل (ساعات بث يومية) يعتمد خلالها على جمع نقاط الربح «Target» التي يتم منحها منذ لحظة دخول التطبيق وتتجمع مع الوقت لتتحول إلى هدايا، على سبيل المثال( كل 150 نقطة تتحوّل إلى هدية، وكل 500 تتحوّل لرموز بعدّة مسميات مثل «ماسة» و«دراغون») وكل رمز يصرف مالياً وفق ثمنه، عدا «التحديات» و«الهدايا المدفوعة» التي يشحنها المتابعون لحسابات المستخدمين بعدة رموز لكل منها سعره، فتكون مهمة الوكيل تحويل النقاط إلى أموال مقابل عمولة 20بالمئة، ويتم إرسال الأموال عبر شركات الحوالات المحلية حيث تتراوح معظم الأرباح بين 200$ و1000$ شهرياً.