في ظل استمرار تدهور الأوضاع المعيشية في سورية، وبعد أن باعت الأسر كل مدخراتها من الذهب وغيرها لتدبير أمورهم، ذهبت سيدات سوريات لقص شعرهن، وهو آخر ما يمتلكن، وبيعها، بسبب “الحاجة” لها لتأمين عيش أولادهن.
وقالت إحدى السيدات، إنها باعت شعر ابنتها الصغيرة بمبلغ 700 ألف ليرة، لتشتري لها قرطاسية المدرسة وحاجياتها الآخرى.
وتضيف السيدة وهي زوجة شهيد وأم لخمسة أولاد، أنها اضطرت لبيع شعر ابنتها الطويل، مضيفة: إن الاعتماد على راتب زوجي التعويضي وراتبي لم يعد كافياً، بسبب غلاء المعيشة الكبير وازدياد حاجيات الأولاد كلما زاد عمرهم.
وأضافت السيدة: تختلف أسعار وصلات الشعر حسب وزنه ولونه، وحسب المحل الذي يشتري الوصلات، ومبلغ 700 الف يعتبر مبلغ قليل، لكن كنت بحاجة للمبلغ بشكل سريع لذلك لم أتردد في قبوله.
وقالت فتاة أخرى لتلفزيون الخبر، إنها باعت شعرها بمبلغ مليون ونصف لحاجتها لشراء لاب توب من أجل دراستها في كلية الهندسة المعمارية، وأضافت الفتاة: لم اتقبل شكل شعري في البداية، وهو قصير لكن بدأت بالتعود عليه.
بدوره، قال مصفف شعر: إن أسعار الوصلات تختلف من منطقة لآخرى وحسب نوع وكثافة ووزن الشعر، وتتراوح بين 500 الف و3 ملايين ليرة، وهنالك فرق كبير بين أسعار الشراء والمبيع، حيث يصل المبيع لسعر 5 مليون ليرة.
وأوضح أن 90 بالمئة من السيدات اللات تبعن شعورهن، تكون للحاجة المادية، حيث ارتفع أسعار وصلات الشعر بالفترة الأخيرة كثيراً.
وذكر صاحب أحد مراكز التجميل في جبلة، أن الأسعار التي تعرض على مواقع التواصل مبالغ فيها، تستغل حاجة الناس، ويختلف سعر شراء الشعر حسب طبيعته إن كان خامة غير مصبوغ أو مصبوغ وقوي أو لا.
وأضاف: يصل سعر مبيع وصلات الشعر في جبلة بعد حبكتها وتطريفها، ثم تنقيتها، إلى 5 مليون ليرة حسب طلب الزبون، معترفا بفرق الأسعار بين الشراء والبيع.