في ظل توقعات خبراء الاقتصاد بأن يكون العام 2024 أصعب من سابقه، تعكس الزيادة الكبيرة في تكاليف المعيشة في سوريا واقعاً مريراً.
ومع انتهاء عام 2023 وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، يظهر تقرير صحيفة 'قاسيون لتكاليف المعيشة' ارتفاعًا هائلاً في متوسط التكاليف المعيشية للأسرة السورية المكونة من خمسة أفراد، حيث تجاوز حاجز الـ12 مليون ليرة سورية.
وفي هذا السياق، وصلت تكاليف المعيشة الأدنى للأسرة إلى 7,534,764 ليرة سورية، مما يعزز التحديات المتزايدة للفقر والحاجات الأساسية في البلاد، بينما الحدٍّ الأدنى للأجر لا يتجاوز 185,940 ليرة سورية.
وبحسب الصحيفة، في نهاية شهر كانون الأول 2023، شهد وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية ارتفاعاً بحوالي 2.528.666 ليرة سورية عن وسطي التكاليف التي سجلها مؤشر قاسيون في شهر أيلول 2023، حيث انتقلت هذه التكاليف من 9,526,956 ليرة في نهاية أيلول، إلى 12,055,622 ليرة في نهاية كانون الأول (بينما ارتفع الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة بحوالي 1.580.528 ليرة، منتقلاً من 5,954,347 ليرة في نهاية أيلول، إلى 7,534,764 ليرة في نهاية كانون الأول)، أي أن التكاليف ارتفعت فعلياً بنسبة قاربت 26.5% خلال ثلاثة أشهر فقط (تشرين أول، تشرين ثاني، كانون أول)، بينما كان الارتفاع خلال الفترة السابقة (شهور نيسان وأيار وحزيران 2022) حوالي 15.6%.
وقالت الصحيفة: بنظرة شاملة على عام 2023 بأكمله، وعلى التغير الذي جرى في وسطي تكاليف معيشة الأسرة خلال الفترة الممتدة من كانون الثاني إلى كانون الأول 2023، يتضح أن وسطي هذه التكاليف انتقلت من 4,012,178 ليرة سورية في بداية العام إلى 12,055,622 ليرة في نهاية العام (بينما انتقل الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة من 2,507,611 ليرة في بداية العام، إلى 7,534,764 ليرة في نهايته)، ما يعني أن الارتفاع زاد عن 200% خلال العام.
في المقابل، «ارتفع» الحد الأدنى للأجور بنسبة 100% شكلياً (من 92,970 ليرة سورية إلى 185,940 ليرة)، لكنه انخفض من حيث قيمته الحقيقية، حيث كان قادراً في بداية العام على تغطية 2.3% من وسطي تكاليف معيشة الأسرة، أما الآن (وبعد الزيادة الوهمية للأجور) فلم يعد قادراً على تغطية سوى 1.5% فقط، ما يعني أن الأجور قد انخفضت فعلياً ولم ترتفع.