خاص B2B-SY
أدى تجمع نحو 400 صناعي سوري معرض "موتكس خان الحرير" التصديري السوري، المتخصص في عالم الأزياء والأقمشة ومستلزمات الإنتاج إلى عرض حجم الانتاج الكبير في الصناعات النسيجية السورية التي تبحث عن أسواق خارجية بعد أن خرجت الأسواق المحلية من الاستهلاك بنسبة تجاوزت 75 بالمئة.
البحث عن الأسواق الخارجية صعب جدا، بحسب ما أفاد بعض المشاركين في معرض موتكس لمراسل "بزنس2 بزنس"، أمام منافسة المنتجات التركية والصينية، وارتفاع تكاليف الانتاج في سورية، والصعوبات والعقبات الكبيرة التي لا تخفى على أحد، منها عدم استقرار التشريعات، وعدم ثبات سعر الصرف، والقرارات اليومية المتبدلة والتي تثير المخاف لدى المنتجين والمصدرين، وخاصة من يريد أن يبيع الزبون الخارجي بالعملة الصعبة وغيرها الكثير.
رئيس اتحاد غرف التجارة أبو الهدى اللحام، بين في تصريح خاص لموقع "بزنس 2 بزنس"، أن فتح الاسواق الخارجية ليس بالأمر السهل، ويحتاج في الدرجة الأولى إلى المشاركة في المعارض الخارجية الكبيرة، واقامة المعارض التخصصية خارج سورية، لافتا الى تجربة الصناعات الغذائية في المشاركة في المعارض الخارجية، وخاصة في دبي والتي أسفرت عن توقيع عشرات العقود والوصول إلى مئات تجار الجملة والزبائن.
وقال اللحام، إن تجربة التسويق الخارجي لشركة الدرة الغذائية كانت مميزة جدا، واستطاعت الشركة أن تصل بمنتجاتها إلى جميع دول العالم من خلال الاصرار والتسويق الصح، والعمل بجودة عالية، لافتا إلى أن شركة الدرة في معرض غولفوود 2023، الذي يعد من أضخم المعارض المختصة بالأغذية في العالم الذي أقيم مركز دبي التجاري العالمي في الإمارات العربية المتحدة استطاع أن يسوق لنفسه بطريق لافتة، وعندما كان يشارك في المعرض لم يكن هناك شركات سورية غيره مشاركة وتستحق تجربته الدراسة والاستفادة منها.
وأشار اللحام، إلى وجود بعض التسهيلات الحكومية أمام التصدير لكنها غير كافية، وهناك جملة من الاجراءات لا بد من اتخاذها، من تسهيل قدوم الزوار و اقامتهم، وطرق التسديد بالقطع الاجنبي بالنسبة للزوار، وتخفيض تكاليف الانتاج من أجل المنافسة في الأسواق الخارجية، والعمل الجاد على عودة الأيدي السورية العاملة والمهارة التي خرجت لأسباب معينة من البلد، وتقديم المواد الأولية، وايجاد الدعاية الخارجية المناسبة والمدروسة والاتصالات مع غرف التجارة والصناعة في دول العالم، وتقديم المزيد من الدعم للمشاركة في المعارض الخارجية، والاتصالات المستمرة على مدار العام مع رجال الأعمال وأصحاب الشركات، وعدم اقتصار الاتصالات والتواصل فقط قبل المعرض بأسابيع قليلة، والعمل وفق أذواق الزبائن في كل دولة بعد دراسة وسبر أذواقهم وتفصيل المنتجات التي تناسبهم.
وبين أن ارتفاع تكاليف الانتاج حرم المنتجات السورية من المنافسة بالسعر، وتقتصر منافستها اليوم فقط على المنافسة بالجودة، داعيا إلى العمل بالمقايضة من خلال سحب المواد الأولية من الدول المنتجة لها، وارسال المواد المصنعة لها لتحقيق فائدة كبيرة.
كل من يزور معرض "موتكس خان الحرير" ويرى حجم الانتاج الكبير الذي يعرض لأول مرة في مكان واحد، يسأل ألف سؤال حول التقصير الكبير في تسويق هذه المنتجات خارج سورية، والاستفادة الكبيرة من عائدها الاقتصادي، كما هو الحال في الصناعات الغذائية التي تصل إلى رفوف ومتاجر في قرى ومناطق في معظم الدول العربية والأجنبية، ويسأل أيضا عن القطاع النسيجي الحكومي الذي خرج معظمه من المنافسة ومبرر استمراره في العمل.
طلال ماضي