في سوريا، يبدو أن كلمة "موسم" أصبحت مفتاحاً لارتفاع الأسعار في الأسواق. التجار يتسابقون لتحقيق أعلى الأرباح مع كل حدث أو مناسبة. ومع بدء عودة الحجاج بعد غياب دام 12 عاماً، شهدت أسعار الزينة الخاصة باستقبالهم ارتفاعاً ملحوظاً.
ارتفاع أسعار الزينة لاستقبال الحجاج
يوسف، أحد المواطنين الذين يستعدون لاستقبال والديه العائدين من الحج، يقول: "الزينة شيء أساسي، خاصة بعد 12 عاماً". ويضيف: "من عاداتنا استقبال الحجاج بوضع اللافتات والأعلام التي تحمل عبارات مثل 'حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً'، إضافة إلى بعض الآيات القرآنية.نحن نطلب هذه اللافتات من مختصين لكتابة ما نريد عليها".
وأضاف يوسف: “يبلغ سعر حبل اللافتات (10 لافتات موصولة) 50 ألف متضمنة أجرة الكتابة وثمن الحبال والورق وكل شيء؛ أما المصابيح فسعر الصغير منها 50 ألف والكبير 75 ألف، وكذلك نضع النباتات الخضراء أو النخيل على جدران البيوت وهي من عاداتنا فهي دلالة على استقبال أهل المدينة للرسول الكريم أثناء هجرته من مكة للمدينة”.
أما زهراء التي تنتظر والدتها للعودة من الحج: “من عاداتنا عند استقبال الحجاج لدى عودتهم إقامة الولائم وتوزيع الحلويات؛ إضافة لذبح الأضاحي وتوزيعها على فقراء الحي” وفقا لما نشره موقع " آثر برس" المحلي.
و أشار أنور أيضاً : “قمت بتزيين مدخل الحارة من أوله وصولاً لبيت الحاج بكلفة تقديرية حوالي مليوني ليرة متضمنة لافتات ومصابيح ونباتات خضراء”، متابعاً: “عند وصول الحجاج إلى المنزل، ما زالت العادات متشابهة وتتمثل بتوزيع مياه زمزم على أفراد الأسرة والمسابح والتمر وغير ذلك”.
وعند وصول الحاج إلى مدخل الحي أو الشارع تبدأ مراسم الاستقبال بالتهنئة والزغاريد وبعض الأناشيد التي تعبر عن فرحتهم بعودته والتي يقوم بها أعضاء من العراضة الشامية مقابل أجر يبلغ 100 ألف عن كل ساعة؛ ويبلغ عدد أعضاء الفرقة 8 أشخاص، كما يفرح الصغار والكبار بالهدايا التي يحملها الحجاج عند عودتهم”.
تأثير الموسم على الأسعار
عودة الحجاج إلى سوريا بعد فترة طويلة من التوقف بسبب الظروف السياسية والاقتصادية، جعلت من موسم الحجاج فرصة للتجار لرفع الأسعار، مستغلين مشاعر المواطنين لاستقبال أحبائهم بزينة مميزة.
هذا الوضع يعكس كيف يمكن لكلمة واحدة أن تؤثر بشكل كبير على السوق وتزيد من الأعباء المالية على المواطنين.
وكان مصدر بوزارة النقل ذكر أن أول رحلة للسورية للطيران تحمل حجاج سوريين قادمة من مطار المدينة المنورة ستصل اليوم إلى مطار دمشق الدولي وعلى متنها 160 حاجاً وحاجة.
يشار إلى أن أولى رحلات الحج من سوريا انطلقت يوم الثلاثاء 28 أيار، من مطار دمشق الدولي، وذلك بعد توقف دام لمدة 12 عام، وانقطاع للرحلات الجوية بين البلدين.