شهدت أسواق الإمارات العربية المتحدة انخفاضاً ملحوظاً بنسبة تجاوزت 15% في أسعار الكمبيوترات واللابتوبات والأجهزة اللوحية خلال الأسابيع الأخيرة. وفي المقابل، تواصل السوق السورية تسجيل ارتفاعات غير متوقعة في الأسعار، حيث وصلت دفعة من الكمبيوترات الرخيصة إلى منطقة البحصة في دمشق، بينما يواصل بعض التجار رفض خفض الأسعار، مما جعل أسعار الأجهزة المستعملة تتفوق على أسعار الجديدة.
في هذا التقرير الخاص من بزنس 2بزنس، نكشف تفاصيل تطورات أسعار اللابتوبات وملحقاتها في أسواق دمشق.
في جولة لمراسل موقع «بزنس 2 بزنس»، لرصد أسعار الكمبيوترات في أهم أسواق العاصمة دمشق، وخاصة في «سوق البحصة». حيث تبدأ أسعار اللابتوبات القديمة والمستعملة من حوالي 1.5 مليون ليرة سورية، وقد تصل إلى 8 ملايين ليرة، على الرغم من المشكلات التي تعاني منها هذه الأجهزة، مثل بطء الأداء وسعة التخزين المحدودة.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الحواسيب ذات الأسعار المرتفعة التي تتجاوز هذه الأرقام.
اللابتوبات الجديدة ..أسعارها فلكية والبحث عن صيد ثمين
في ظل توفر الأجهزة الجديدة بأعداد محدودة وأسعار مرتفعة للغاية، يبدأ سعر أدنى مواصفات للابتوب من 3 ملايين ليرة سورية. تتباين المواصفات بشكل كبير بين الأجهزة والماركات والأجيال المختلفة، مما يوقع المستهلك في فخ الأسعار المرتفعة.
ينعكس هذا في تنظيم السوق الذي يترك التجار يستغلون الوضع، حيث يعتمدون على استقطاب وصيد الزبائن الثمينة بأسعار مبالغ فيها. ومن الصيد الثمين الذي تعتمد عليه بعض تجار سوق البحصة هو شراء الأجهزة المستعملة بسعر رخيص جداً وبيعها بأسعار مرتفعة ، فمثلا بعض اللابتوبات صغيرة الحجم و التي تأتي بقياسات أقل من 13 إنش تم دفع ثمنه 600 ألف ليرة، بينما باعه التاجر بسعر 2.600 مليون ليرة، أي ربحه بعد إجراء بعد التحديثات و إصلاحه وفرمته 2 مليون ليرة .
أسعار ملحقات الحواسيب في دمشق: ارتفاعات غير مبررة
تُظهِر نظرة على أسعار ملحقات الحواسيب في أسواق دمشق ارتفاعات ملحوظة، حيث يبدأ سعر حقيبة الكمبيوتر من 500 ألف ليرة سورية وقد يصل إلى مليون ليرة. أما سعر "الماوس"، فيبدأ من 50 ألف ليرة وقد يصل إلى 150 ألف ليرة. وتبدأ أسعار الذواكر من 400 ألف ليرة، بينما يبدأ سعر الهارد الخارجي من مليون ليرة.
تبدو الأسعار وكأنها متفق عليها بشكل غير رسمي، مع وجود فجوات كبيرة بين الأسعار دون أي رقابة أو متابعة رسمية، مما يثير تساؤلات حول تنظيم السوق. في سوق اللابتوبات المستعملة بمنطقة البحصة، يتم تجميع وبيع الحواسيب الخردة بطرق غير احترافية، حيث تُركب قطع تنتمي إلى أجيال متعددة وتُعرض على أنها أجهزة رخيصة.
يجد المواطنون أنفسهم مضطرين لشراء هذه الأجهزة المستعملة بسبب ارتفاع أسعار اللابتوبات الجديدة، مما يدفعهم إلى إعادة تدوير القطع القديمة رغم تآكلها واستخدامها المكثف.
في ظل هذا الوضع، تصبح الحواسيب المستعملة الخيار الأفضل المتاح للمستهلكين." على الرغم من انخفاض أسعار اللابتوبات في الإمارات، فإن هذا التراجع لم ينعكس بعد على الأسعار في سوق البحصة بدمشق. يظل السؤال قائمًا: لماذا لا يتطابق هذا التغير مع الأسعار المحلية؟ تظل الحاجة ملحة لمراقبة الأسعار العالمية ومقارنتها مع الأسعار في سوريا لضمان توازن السوق، إن وجد هناك من يطابق هذه الأسعار.