كثرت الوعود الحكومية مؤخراً بتحسين تسويق الحمضيات من باب الحفاظ عليها كزراعة أصيلة في المنطقة منذ عقود، إلا أن هذه الوعود تتراوح بين تشاؤم التجار وتفاؤل اتحاد الفلاحين ليبقى المزارع هو الخاسر الأكبر.
فمثلاً لم يبدو عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه بدمشق محمد العقاد متفائلاً بتحسن تسويق الحمضيات خلال الموسم القادم، لافتاً إلى وجود عوائق في كل موسم لتسويق الحمضيات، وأن كل عام هناك تراجع بالتسويق بدلاً من التقدم.
ويشير العقاد إلى أن أبرز ما يعيق عملية التسويق للخارج هي أجور البرادات المرتفعة وعدم القدرة على منافسة دول الجوار مثل تركيا وإيران ومصر لانخفاض أسعارها مقارنة بالحمضيات السورية، موضحاً أن أجرة البراد من سورية إلى العراق اليوم بحدود 13 ألف دولار في حين أن أجرة البراد من إيران أو تركيا بحدود 3 آلاف دولار كما أن أسعارها أرخص من السورية وفقاً لما نقلته صحيفة الوطن المحلية.
اتحاد الفلاحين متفائل:
أحمد هلال الحلف وهو رئيس مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين قال: نطمح أن تزداد الكميات المسوقة خلال الموسم القادم، وأن تسويق الحمضيات بالمجمل سواء داخلياً أم خارجياً خلال الموسم الماضي كان جيداً ومقبولاً، إذ تم تم تسويق أكثر من 100 ألف طن من الحمضيات إلى الأسواق الخارجية.
في حين استجرت المؤسسة السورية للتجارة كميات لم تتجاوز 5 آلاف طن، علماً أن خطة المؤسسة كانت تسويق أكثر من 20 ألف طن حتى إنه من ضمن هذه الكمية هناك 1000 طن سوقت إلى العراق كمقايضة مع منتج آخر وهذا الأمر كان عبارة عن اجتهاد من المؤسسة وفقاً للخلف.
وأضاف الخلف أن وزارة الصناعة استجرت خلال الموسم الماضي بحدود 5 آلاف طن وكان المفترض أن تستجر أكثر من هذه الكميات باعتبار أن معاملها بحاجة لكميات أكبر، حيث تعهد وزير الصناعة باستجرار كميات أكبر خلال الموسم القادم.
لافتاً إلى أن تقديرات الإنتاج للموسم القادم بحدود 650 ألف طن في حين أن الإنتاج خلال الموسم الماضي كان بحدود 850 ألف طن والسبب في انخفاض الإنتاج الظروف الجوية السيئة والبرد الذي أثر في الثمرة، معتبراً أن السوق المحلية قادرة على استيعاب نصف إنتاج موسم الحمضيات القادم.
مشيراً إلى أن الحكومة بذلت خلال الموسم الماضي جهوداً كي لا يحصل تأخير أو عوائق للبرادات السورية عند الحدود مع العراق ودول الخليج وكان هناك نوع ما من تيسير الأمور، كما عملت على تأمين سيارات تابعة للسورية للتجارة وجهات أخرى حكومية لتسويق الحمضيات من الحقول.
وذكر أن الوزراء المعنيين وعدوا خلال الاجتماع الذي عقد مؤخراً بتلافي أي تقصير قد يحدث بتسويق الحمضيات للموسم القادم، وبأن يكون التسويق سواء خارجياً أم داخلياً للموسم القادم مختلفاً عن المواسم السابقة.
في حين عارض الخلف العقاد في تصريحاته إذ قال أن المنتج السوري من الحمضيات مختلف عن المنتج المصري والتركي والإيراني وهو منافس لها ومرغوب به لدى الأسواق الخارجية وخصوصاً السوق العراقية، مشيراً إلى أن روسيا استجرت خلال الموسم الماضي من الحمضيات كامل إنتاجنا من البرتقال الماوردي.
يذكر ان العديد من الزارعين في الساحل السوري الذي يعتبر مصدر الحمضيات في سوريا قد تحولوا إلى الزراعات الاستوائية لتلافي الخسارات التي يتعرضون لها في كل عام بسبب كساد المحصول.