أدى التزايد في المنافسة بين القارة ومصر على شراء شحنات الوقود إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في القارة الاوروبية إذ شهدت العقود المستقبلية المعيارية ارتفاعاً بلغ 2.5% .
وتستعد مصر لشراء 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال بدءاً من تشرين الأول وهي المرة الأولى منذ سنوات التي تسعى فيها لاستيراد الغاز استعداداً لفصل الشتاء.
وتثير مشتريات الغاز المصرية قلقاً بين المتداولين بشأن توازن الإمدادات في أوروبا، حيث قد تؤدي زيادة الطلب في مناطق أخرى إلى تقليص كمية الوقود المتاحة للقارة.
ورغم أن المنطقة تتمتع حالياً بإمدادات جيدة، إلا أنها تعتمد على تدفقات مستمرة من مختلف أنحاء العالم، خاصة بعد تقليص روسيا لإمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب في عام 2022، وفي ظل هذه الأوضاع، يتنافس تجار الغاز في أوروبا على عقود طويلة الأجل، مع توقعات بارتفاع الطلب على الوقود حتى ثلاثينيات القرن الحالي، حتى مع تحول القارة نحو الطاقة المتجددة.
وأشارت فلورنس شميت، محللة أسواق الطاقة الأوروبية في "رابوبنك"، إلى أن أسعار الغاز في أوروبا ستتأثر بنمو الطلب خلال فصل الشتاء، مع احتمالية زيادة الضغط على الأسعار إذا جاء الشتاء أكثر برودة من المتوقع وفقاً لموقع اقتصاد الشرق مع بلومبيرغ.
أما بالنسبة لمصر، فإن شراء شحنات الغاز الطبيعي المسال خلال فصلي الخريف والشتاء يعزز من فرص تحولها إلى مستورد صافٍ للغاز، بعد انخفاض إنتاجها بشكل كبير وصيف حار غير عادي دفع البلاد لزيادة وارداتها إلى أعلى مستوى منذ عام 2018.
وقد قدمت مصر حوافز جديدة للشركات الأجنبية لزيادة إنتاج الغاز، بما في ذلك السماح بتصدير جزء من الإنتاج الجديد ورفع سعر حصة هذه الشركات.
يذكر أن إجمالي إنتاج مصر من الغاز الطبيعي قد انخفض خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري إلى 21.98 مليار متر مكعب، مقابل 25.57 مليار متر مكعب في المدة المقابلة من 2023.