أكد رجل الأعمال السوري المغترب بسام بطيخ مدير عام شركة أوسو بلانكو في سورية ومصر ويصدر إلى أكثر من 22 دولة أن بعض الدول بدأت تلمس جدية السوريين بعودتهم إلى بلدهم وتمنحهم مزايا إضافية وتملكهم أراضي بشروط ميسرة جداً من أجل المحافظة على أنشطتهم، وعدم خسارتهم.
داعيا الحكومة السورية إلى العمل بنفس هذه العقلية الاقتصادية، ومنح التسهيلات لرجال الأعمال السوريين وتحفيزهم للعودة، وحل المشاكل التي تعترض الصناعيين في الخارج.
بسام بطيخ: حلول مبتكرة لازمة لدعم عودة الصناعيين إلى سوريا
في حديث خاص لموقع "بزنس 2 بزنس"، تطرق رجل الأعمال السوري بسام بطيخ إلى الواقع الذي يواجه الصناعيين السوريين في الخارج، مستعرضًا التحديات التي تعترض عودتهم إلى الوطن. وأوضح بطيخ أن هناك رغبة حقيقية بين بعض الصناعيين للعودة إلى سوريا واستئناف نشاطاتهم في معاملهم، ولكنهم يواجهون صعوبات مستمرة. وشدد على ضرورة التفكير بطرق مبتكرة وإيجاد حلول غير تقليدية لمعالجة هذه المشكلات، بما يعزز فرص نجاحهم في العودة وإعادة تشغيل مصانعهم في البلاد.
بطيخ: التسهيلات المصرفية في سوريا بحاجة لإصلاحات
وأشار بطيخ إلى الفجوة الكبيرة في التسهيلات المصرفية بين سوريا والدول الأخرى، حيث تتيح البنوك الأجنبية مزيداً من التسهيلات وتقييم النشاط الاقتصادي للعميل بشكل إيجابي عند التعامل مع أكثر من بنك.
في المقابل، أوضح بطيخ أن البنوك السورية تتبع تعليمات البنك المركزي بشكل صارم، مما يحد من خيارات التمويل المتاحة. واستشهد بطيخ بتجربته الشخصية، حيث كان من الصعب الحصول على قرض بقيمة مناسبة لمشروع تبلغ تكلفته 25 مليار ليرة، مع تقديم قرض محدود بقيمة مليار ليرة فقط، ومعدلات فائدة مرتفعة تصل إلى 18% بدون فترة سماح للتسديد و الحجز على كامل المعمل ، مما يعوق تحفيز الصناعيين ويزيد من التحديات التي يواجهونها.
بطيخ: على الحكومة السورية تعزيز الثقة بالمنتج السوري
ودعا رجل الأعمال الجهات الحكومية إلى تعزيز الثقة بالمنتج السوري، وزيادة تنافسيته، والاستفادة من معرض الصادرات إكسبو سورية ورسالة سورية التي تقل إن "عجلة الانتاج والصادرات عادت بقوة" والعمل بجدية على تخفيف كلف الانتاج حتى يستطيع الصناعي التصدير والوقف عند الرقم الذي يدفعه الصناعي كحوامل للطاقة، وعند قطع التصدير من حق الدولة أن تراقبه لكن لماذا لا يعود للصناعي ليستفيد منه ولماذا الخوف من هذه الخطوة كون الصناعي سيطور أعماله به.
بطيخ: إعادة مطار حلب سيعيد الكثير من رجال الأعمال الموجودين في مصر
ومن المعوقات التي لا زالت قائمة أمام الصناعيين بين رجل الأعمال أن تفعيل مطار حلب وإعادة تشغيل خط حلب مصر من شأنه أن يعيد الكثير من رجال الأعمال الموجودين في مصر من أصول حلبية، بينما اليوم السفر من حلب إلى مصر تكاليف كبيرة وفي حال تفعيل المطار رحلة حلب مصر ستقلل الوقت والمصاريف.
وقال بطيخ قبل الأزمة كان لدينا معمل في حلب في عام 2013 أغلقنا المعمل وانتقل عملنا إلى مصر، وأثبتنا وجودنا في مصر، وفي بداية 2024 عدت إلى سورية بناء على دعوات رسمية ولمست في البداية بعض التسهيلات، لكن في المقابل هناك من يضع العصي في العجلات ، وفي أول شهر انتاج تم تسجيل مخالفة ب600 مليون ليرة واعترضت على المخالفة ب25 مليون ليرة، ولم أستفيد من الاعتراض، ومن الغريب أن المنتج لم يبدأ العمل بشكل طبيعي حتى يتم مخالفته من دون انذار سابق أو تنبيه ما.
بطيخ يشرح أبرز مطالبات الصناعين في الخارج للعودة لسورية..
وحول مطالب الصناعيين في الخارج للعودة إلى سورية بين رجل الأعمال أنه المطلوب في الدرجة الأولى تعزيز الثقة، ومنح تسهيلات وتبديد المخاوف ليس المطلوب من الدولة أن تقدم كل شيء، ونحن نقدر الصعوبات والعقبات أمامها، لكن عليها أن تفكر بسياسة التحصيل وليس الجباية يعني أن تسمح لي العمل وتأخذ حصة من الأرباح كما يحدث في جميع دول العالم، مستغربا كيف السوري يحصل على تسهيلات مصرفية وقانونية في جميع دول العالم بينما لا يحصل عليها في بلده، والجميع لديه الرغبة للعودة للعمل في بلده لكن للأسف لا زالت العقبات موجودة.
وحول نقص العمالة في سورية بين رجل الأعمال أن العمال بين سن 18 و35 سنة غير موجودين، ويتم الاستغناء عنهم بتشغيل السيدات، وهؤلاء الشباب بعضهم لا يعمل بأجور أكله في اربيل أو في مصر، ولديه الرغبة بالعودة لكنه يخاف، وكل شب له قصة مختلفة عن الآخر، ولا بد من حل هذه العقبات أمامهم بما يناسب توجه الدولة.
وحول الانفتاح المتوقع مع تركيا بين رجل الأعمال أن هذا الانفتاح لا نخاف منه إذا كانت الحكومة تعمل لصالحنا، وإذا كان الاتفاق متوازن لكن قبل الأزمة عمل الاتراك على صفر ضريبة، وأخذوا يحصلون الرسوم بطريقة أخرى، ونأمل أن لا تمنح الحكومة التسهيلات للأجنبي وابن البلد تضيق عليه بالإجراءات.
واعتبر رجل الاعمال الحلبي أن البركة في الانتاج في سورية تختلف عن جميع دول العالم، ولا يوجد بلد في العالم يمكن أن تأكل منه الخير كما هو الحال في سورية، ومهما فتحت خارج سورية فأنت أسمك " غريب عن البلد" وقرار واحد يتم ترحيلك كما يحدث في تركيا يضغطون على الاشخاص الذين لا يملكون الثروات من أجل إعادتهم إلى بلدهم.