مع اقتراب فصل الشتاء، تعود تصريحات المسؤولين الحكوميين في سورية حول أوضاع المازوت والكهرباء إلى الواجهة، في محاولة لتبرير النقص المتوقع أو لتفادي زيادة ساعات التقنين. وكأن حلول «فصل الشتاء» كان مفاجأة رغم تتابع فصول الصيف والخريف.
وفي اجتماع مجلس محافظة دمشق الأخير، تم الكشف عن واقع مقلق: المحافظة قد تحتاج إلى ما يقارب عام ونصف لتغطية الدفعة الأولى من مخصصات التدفئة، البالغة 50 لتراً لكل أسرة، إذا استمر التوزيع بالطريقة الحالية، مما يضع مئات الآلاف من السوريون عموماً و الدمشقيون خصوصاً أمام شتاء قاسٍ قد يكون الأصعب والأقسى.
التوزيع بالقطارة والأسعار تتضاعف!!
بعد أكثر من شهر على بدء التسجيل للحصول على مازوت التدفئة في دمشق، لا يزال التوزيع بالقطارة و يكاد لا يذكر، فيما يشهد المازوت "الحر" ارتفاعاً حاداً في أسعاره ليصل إلى 17 ألف ليرة للتر، و350 ألف ليرة لسعر "البيدون" الواحد.
وفي مفأجاة، كشف مجلس محافظة دمشق في إجتماعه الأسبوع الماضي أن الكميات اليومية المتاحة للتوزيع لا تتجاوز 48 ألف لتر، تغطي طلبين فقط، في حين أن العاصمة تحتاج إلى 28 مليون لتر لتغطية مخصصات التدفئة لـ560 ألف بطاقة.
وإذا استمر التوزيع بالوتيرة الحالية، فإن محافظة دمشق ستحتاج إلى عام ونصف كامل لتغطية توزيع الدفعة الأولى البالغة 50 لتراً لكل أسرة. هذه المدة أطول مما كانت عليه العام الماضي، حيث اعتاد الأهالي حينها على رؤية صهاريج المازوت في الأحياء منذ اليوم التالي للتسجيل. أما هذا العام، فلا أثر لصهاريج التوزيع في الشوارع، مما يعمّق معاناة السكان مع بداية موسم الشتاء.
ورفعت الحكومة سعر مازوت التدفئة من 2000 إلى 5000 ليرة، ورغم هذه الزيادة، فإن عمليات التوزيع ما زالت متعثرة بحجة "عدم وصول التوريدات". في المقابل، يتوفر المازوت الحر بكميات كبيرة على الطريق الدولي بين حمص وطرطوس، مع فائض في العرض.
لكن يعزف المواطنون عن شراء هذا النوع خوفاً من التلاعب بجودته واحتوائه على مواد مغشوشة. المعاناة المستمرة للحصول على مازوت التدفئة هذا العام تبدو بلا مبرر، مما يدفع للمطالبة بتحرك حكومي لضمان توفر المادة، حتى وإن كان بالسعر الحر، كما تفعل بعض الشركات الخاصة مثل "البوابة الذهبية" التي تبيع اللتر بـ10500 ليرة.
وبدلاً من ترك السماسرة يتحكمون بالسعر والجودة، يتطلع المواطن اليوم إلى الحصول على مازوت غير مغشوش أو مخلوط يضمن أمان منزله من حرائق محتملة قبل أن يؤمن الدفء لأطفاله،بدلاً من ترك البلد يعاني نقص المحروقات واعتماد سياسة التوزيع بالقطارة.