"لا أقبل أن يستعمل أحفادي جهازا بمواصفات أقل من الذي يستخدمه ابن رئيس الوزراء الفرنسي أو الياباني" من هذا المنظور، قدم طلال أبو غزالة أول كمبيوتر محمول بعلامة تجارية عربية.
بعد أن طرحت مؤسسة طلال أبو غزالة-TAG) أول كمبيوتر عربي محمول (تاجي توب– Tagitop) مصنوع من أجزاء أمريكية، يابانية وصينية تم تجميعها داخل مصنع (فوكس كون Foxconn )، كانت التعليقات الساخرة هنا وهناك تدور حول كمبيوتر عربي مصنوع بالكامل بأيد غير عربية، فلماذا يحمل توقيع "صناعة عربية"؟ قد يكون الكاتب الأمريكي توماس فريدمان قد حسم المسألة في كتابه (الأرض المسطحة) عندما فاجأ القراء بأن شركة (ديل- DELL) لا تقوم بصناعة أي جزء من أجزاء الكمبيوترات المحمولة، وكل ما تفعله فقط وضع علامتها التجارية في أجهزة يتم تجميع أجزائها من مصانع عدة مختلفة حول العالم. تم طرح (تاجي توب) "تاجي ترمز إلى مؤسسة (طلال أبو غزالة– Talal Ab-Ghazaleh ) بسعر 400 دولار في الكثير من الأسواق العربية، ليكون أول استثمار عربي في صناعة الحواسب المحمولة، تستهدف الاحتياجات التعليمية لطلاب المنطقة، ولكن هل الجهاز فعلا يلبي الاحتياجات التي صنع بالأساس من أجلها؟
من الملاحظ أن هذا الجهاز يعتبر خليطا بين نوعين مختلفين من الأجهزة المحمولة، هما أجهزة الحاسوب المحمولة (Laptops)، وأجهزة الحاسوب الدفترية (Net Book)، فالفرق بين الاثنين أن الأول يكون بخصائص ومزايا مقاربة للأجهزة المكتبية، ولكن بطريقة تجعل منه سهل التنقل، وبسعر مرتفع، حيث يبلغ سعر أرخص أنواع هذه الفئة تقريبا 800 دولار. لكن ما يميز الأجهزة الدفترية هو أنها أصغر حجما ووزنا، حيث يبلغ وزنه ما بين 1 كغم إلى 1.5 كغم، وأقل ثمنا، حيث يبلغ متوسط سعرها 300 دولار، ولكن بمواصفات تعتبر أقل من الفئة الأولى، ويستخدم بشكل أساسي لقراءة النصوص وتحريرها، وتصفح الإنترنت.
وعند تصنيفنا للجهاز، قمنا بإدخاله ضمن فئة الأجهزة الدفترية، لأسباب عدة أهمها، عدم احتوائه على مشغل أقراص صلبة، إضافة إلى حجمه الصغير، إلى جانب احتوائه على معالج من نوع (أتوم– Atom)، والذي يعتبر البصمة المميزة للأجهزة الدفترية. هذا ما أكده المهندس المسؤول عن المشروع، بيان أبو بكر، قائلا: "يصنف (تاغي بوك) ضمن فئة أجهزة الحاسوب الدفترية، وذلك نظرا إلى الحجم، والوزن، وليكون بحجم ووزن الكتاب المدرسي". موضحا أن مؤسسة (طلال أبو غزالة) حاولت الجمع بين هاتين الفئتين، كي يلبي احتياجات الطلبة.
لتقييم الجهاز، تم تحديد قائمة متخصصة من المعايير، منها منظور المواصفات وخصائص الجهاز، حيث يتمتع الجهاز بمواصفات تعتبر عالية، تسمح للمستخدم بالقيام بأغلب العمليات التي تقوم بها الأجهزة المحمولة المتقدمة. ولكن بعد تجربة الجهاز، نلاحظ أنه على الرغم من وجود معالج من نوع (أتوم) بسرعة 1.83 غيغا هيرتز، فإن الجهاز يواجه بطئا في عملية الإقلاع، تقدر بحوالي 60 – 70 ثانية، بينما أغلب الأجهزة الأخرى تقدر بحوالي 20– 30 ثانية. ومن الملاحظ أن الجهاز أيضا عند بداية تشغيله لا يدعم اللغة العربية، حيث يقوم المستخدم بإضافتها يدويا بعد تشغيل الجهاز للمرة الأولى، على الرغم من أن هذه النقطة كان من الواجب تفاديها، خصوصا أنه يستهدف بشكل أساسي الطلبة العرب في المنطقة. معايير التصميم ملفتة للانتباه، حيث يبلغ وزنه 1.2 كيلو غرام، وبشاشة مقاس 10.1 إنش، وهو وزن مثالي مقارنة مع نظرائه من الفئة نفسها. ومن اللافت أيضا أنه من الممكن أن تضيف له خدمات إضافية مثل (Bluetooth) أو (خدمات الجيل الثالث– 3G).
الجهاز لفت أنظار المدونين والمختصين بتقييم المنتجات الجديدة، منهم سلطان القحطاني، مؤسس موقع (تقنية بلا حدود- www.unlimit-tech.com) يقول: "الجهاز تعليمي بحت، وقد تم تطويره لملائمة احتياجات الطلبة بشكل أساسي". وهذا يوافق ما عبر عنه أبو غزالة بأنه "أول أدوات عالم المعرفة".
من المزايا الإضافية التي يتميز بها الجهاز عن غيره، وجود برمجيات محملة مسبقا عليه، مثل النسخة التشغيلية من (ويندوز7 ستارتر – (Windows 7 Starter)، و4 معاجم أخرى متخصصة، جميعها من إنتاج وبرمجة شركة (طلال أبو غزالة لتقنية المعلومات)، مثل (معجم أبو غزالة للمحاسبة والأعمال)، وبرنامج التدريب للدبلوم الدولي في مهارات تقنيات المعلومات، حيث يبلغ مجموع سعر هذه البرامج 160 دولارا، وهي تأتي ضمن حزمة البرامج في الجهاز.
تبقى مهمة مؤسسة (طلال أبو غزالة) هي الوصول إلى منافذ البيع الرئيسية في الأسواق العربية، وإجراء اتفاقيات مع وزارات التعليم في المنطقة، إلى جانب تأسيس علامة تجارية قوية تدعم العملية التعليمية من أجل تعزيز الأرباح من جهة، وتحقيق الهدف الاستراتيجي الذي كان يخطط له أبو غزالة في تقديم بديل للحقيبة المدرسية أخف وزنا وأكثر متعة في العملية التعليمية . كل هذا يأتي بدعم معنوي من طفولة أبو غزالة، الذي كان يسير على قدميه ساعتين يوميا من منزله في صيدا كي يصل إلى مقر مدرسته. يصف إنجازه بأنه "تطبيق حلم أي إنسان عربي نحو التكنولوجيا"، ويقول: "نحن كتبنا شعارا واضحا: قارن ثم قرر". عندما كانت الشاحنة الأولى تقوم بتحميل بواكير إنتاج ( تاغي توب)، كان أبو غزالة وعائلته أول من استخدم هذا الجهاز دون غيره، ويقول بثقة بعد أن حقق حلمه "لا أقبل أن يستعمل أحفادي جهازا بمواصفات أقل من الذي يستخدمه ابن رئيس الوزراء الفرنسي أو الياباني".