سبق لـ«الوطن» أن نشرت أكثر من مرة حول الفوائد العديدة التي تجنى من تقسيم صرف رواتب الموظفين على دفعتين خلال الشهر الواحد، واستجابة لذلك أعلنت المؤسسة العامة للتأمين والمعاشات والمصرف التجاري السوري، عن صرف رواتب المتقاعدين في الخامس والعشرين من كل شهر على أن تصرف رواتب الموظفين والعاملين على رأس عملهم مع بداية كل شهر وليس مع نهايتها، مع الأخذ بالحسبان تحكم الجهات التي يعمل بها الموظفون والعاملون في موعد الدفع حسب تحويلها لكتلة الأموال المكونة لرواتب موظفيها وعمالها.
المدير العام للمؤسسة العامة للتأمين والمعاشات أحمد بقلي وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال: إن المؤسسة والمصرف التجاري السوري أعلنا بالتوازي عن صرف رواتب المتقاعدين من مدنيين وعسكريين، وهي خطوة سبق للمصرف العقاري أن قام بها بعد حصوله على موافقة بهذا الشأن من الجهات المعنية التي يتبع لها، مبيناً بأن مؤسسة التأمين والمعاشات ترسل الملفات (الرواتب وقيمها) في نحو العشرين من كل شهر ليصار إلى صرفها في الخامس والعشرين منه، بمجرد وصول الملفات والدعم المالي لكتلة الرواتب المقدرة للمتقاعدين.
بقلي أوضح في حديثه للوطن أن كتلة الرواتب الشهرية التي تمولها المؤسسة العامة للتأمين والمعاشات لتصرف عبر الصرافات الآلية، تصل شهريا إلى ما يقارب 2.5 مليار ليرة سورية أو تزيد قليلا تتوزع على 1.3 مليار ليرة سورية رواتب تصرف عن طريق صرافات المصرف العقاري، و1.2 مليار ليرة سورية تصرف كرواتب ومعاشات عن طريق الصرافات الآلية التابعة للمصرف التجاري السوري، مضيفاً إن عدد الرواتب والمعاشات المصروفة عن طريق الصرافات الآلية عبر بطاقات سيرياكارد تصل إلى 160 ألف معاش أي 160 ألف بطاقة سيرياكارد، على حين تصل كتلة الرواتب الإجمالية التي تصرف شهرياً للمتقاعدين من مدنيين وعسكريين عبر الصرافات الآلية والشيكات والتسليم المباشر لأصحاب الاستحقاق ما يقارب 3.5 مليارات ليرة سورية.
المدير العام للتأمين والمعاشات أوضح أن المؤسسة تباشر مع العشرين من كل شهر تمويل وتحويل رواتب المتقاعدين بعد الحصول على موافقة الإعانة والمباشرة من رصيد وزارة المالية، لتحول الموافقة إلى مصرف سورية المركزي الذي يباشر فور وصول التحويل إليه تقديم الدعم المالي وتمويل الرواتب وتحويلها إلى المصرفين التجاري السوري والعقاري والمؤسسة دون تأخير، مبيناً أن صرف الرواتب مع الخامس والعشرين من كل شهر من شأنه إفراز فوائد عدة أبرزها تخفيف الضغط على الصرافات الآلية بما يتيح للمصارف التي تتبع لها الصرافات تقديم الخدمات بشكل أفضل، على حين تبرز فائدة أخرى للمواطن من خلال تخفيف الازدحام على الصرافات وتأمين كامل أو جزء الراتب للموظف أو المتقاعد حسب ما يرغب صاحب الاستحقاق، لجهة أن الازدحام كان يشكل ضغطا على مسألة التغذية النقدية.
ويشير بقلي إلى الارتياح الذي لاقته هذه الترتيبات من المتقاعدين، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية التوعية بهذه المسألة والإعلان عنها حتى تصل إلى كافة شرائح المتقاعدين، وفي هذا الإطار (يتابع بقلي) تم التعميم على جميع فروع المؤسسة العامة للتأمين والمعاشات والمصرف العقاري والمصرف التجاري السوري للتواصل مع المتقاعدين وإعلامهم بالمواعيد الجديدة لصرف رواتبهم.
مصادر المصرف العقاري وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قالت: إن صرف رواتب المتقاعدين في الخامس والعشرين من كل شهر له جملة من الفوائد أهمها قدرة المصرف على تغذية الصرافات نقديا لجهة أن لكل صراف آلي مبلغاً محدداً من النقود يغذى بها يومياً، وبسبب الازدحام مع مطلع كل شهر تستنفد السحوبات هذه الكمية ليخرج الصراف من الخدمة ويبقى قيد الانتظار إلى اليوم التالي حين استحقاق الدفعة الثانية من التغذية النقدية، مع القدرة الأكبر في حال تقسيم ضخ الرواتب على إعادة برمجة الصرافات وخدمتها وتغذيتها برمجياً وإلكترونياً، ناهيك عن مسألة أخرى غاية في الأهمية وهي ضخ كتلة الرواتب في الأسواق على دفعتين بما يفرز انتعاشا لهذه الأسواق ولباعتها بدلاً من فترة الانتعاش التي تمتد لأسبوع واحد في كل شهر.