من كل قلبي أهنئ البرازيل: بلاد القهوة والسامبا وعشق كرة القدم، على ما أنجزته خلال فترة وجيزة من الزمن.
فهاهو مركز الابحاث الاقتصادية والتجارية (سنتر فور إيكونوميكس آند بيزنس ريسيرتش) ومقره لندن، يعلن وبكل جدارة، أن البرازيل باتت سادس أكبر اقتصاد في العالم متخطية بذلك بريطانيا.
وحسب الترتيب الجديد، وضع المركز بريطانيا في المركز السابع اقتصادياً في حين تصدرت الولايات المتحدة الترتيب تلتها الصين ثم اليابان في المركز الثالث وألمانيا الرابع وفرنسا الخامس والبرازيل السادس.
وقبل فترة، أعلنت الحكومة البرازيلية أن البلاد سجلت مستويات قياسية في الصادرات والواردات والفائض خلال عام 2011. وذكرت وزارة التجارة على موقعها الإلكتروني أن الصادرات سجلت 256 مليار دولار عام 2011. وتجاوز ذلك بسهولة الرقم القياسي السابق للصادرات عام 2010 عند 200 مليار دولار .
وسجلت البرازيل أيضا واردات بقيمة 226 مليار دولار، ما دفع البلاد إلى تسجيل فائض تجاري سنوي قيمته 30 مليار دولار.
ليس ذلك فقط، فهناك توقعات لمحليلين اقتصاديين بأن تتصدر البرازيل قائمة التصدير العالمية في عام 2050.
واستنادا أيضا إلى مركز الأبحاث البريطاني، فان روسيا والهند ستصعدان إلى المرتبتين الرابعة والخامسة عام 2020.
وقد جاء الإنجاز البرازيلي على الرغم من الأزمة المالية التي تعصف بدول العالم وبالأخص بأوروبا والولايات المتحدة . ولدى البرازيل مصادر قوة أخرى عديدة، ففيها يعيش قرابة 200 مليون شخص يعمل منهم نحو 120 مليون نسمة.
ولدى البرازيل أكبر قاعدة صناعية وأكثرها تنوعا في منطقة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وهي من أهم منتجين للغذاء في العالم، ومن أكبر منتجي الطائرات وثالث أكبر منتج للاحذية والجلود وتملك صناعة ذات قدرة تنافسية عالية.
ومن المزايا الأخرى أنها تحتل المرتبة الثالثة في العالم في إنتاج المشروبات الغازية، وهي رابع أكبر منتج للطائرات التجارية، وتحتل المركز الخامس في صناعة المطاط، كما أنها سادس أكبر سوق لمستحضرات التجميل، ( 9 مليارات دولار أمريكي المبيعات السنوية) وهي سابع أكبر مصنع للكيماويات، وثامن أكبر منتج للصلب (27 مليون طن في السنة) و عاشر أكبر منتج للسيارات (1.8 مليون سيارة في السنة).
ولدى إعلان التفوق على اقتصاد بريطانيا، قال وزير المالية البرازيلي غويدو مانتيغا أن بلاده حققت نمواً العام الماضي بنسبة 2.7 في المئة بينما حقق الاقتصاد البريطاني نموا بنسبة 0.8 في المئة، مضيفاً أن قيمة النشاط الاقتصادي البرازيلي تقدر حاليا بنحو 2.3 تريليون دولار. وأضاف "ليس المهم أن نكون سادس أكبر اقتصاد في العالم، لكن الأهم أن نكون ضمن أكثر اقتصادات العالم ديناميكية مع نمو مستمر".
وبالإضافة إلى أن البرازيل تعتبر قوة زراعية كبرى ومصدراً رائداً لفول الصويا ولحم البقر والبن والسكر وغيرها من السلع الأساسية، فان اكتشاف المزيد من احتياطيات النفط والغاز الطبيعي في سواحلها خلال السنوات الماضية، جعل منها تاسع أكبر منتج للنفط في العالم، وتخطط لأن تصبح ضمن أكبر خمسة منتجين للنفط.
ومن محاسن البرازيل الأخرى، أن تقدمها على الصعيد الاقتصادي لم يتزامن، كما هو الحال في مناطق ودول أخرى، مع زيادة أعداد الفقراء ونسب الفقر.
فعلى العكس تماما من ذلك، أظهرت تقديرات حكومية العام الماضي تراجعا في معدلات الفقر، وأشارت إلى أن نصف سكان البلاد زاد دخلهم بنحو 68 في المئة خلال العقد الماضي. بقي أن نقول أن صندوق النقد الدولي يتوقع أن تصبح البرازيل خامس أكبر اقتصاد في العالم عام 2015 وهناك من يعتقد، وأنا أحدهم، أن من الممكن حدوث ذلك قبل العام 2015.
المصدر: أريبيان بزنس