يوما بعد يوم يزداد الطلب العالمي على مصادر الطاقة التقليدية خاصة النفط والغاز والكهرباء وبالنظر إلى محدودية هذه المصادر تنبع أهمية الاستفادة من الطاقة الشمسية التي تمثل احد أهم مصادر الطاقة المتجددة ،كونها تشكل احد الحلول المستقبلية الممكن تطبيقها لتغطية الحاجة اليومية للمستهلك من الطاقة ومع الأخذ بعين الاعتبار الموقع الجغرافي لسورية كونها تقع في نطاق جغرافي متميز يتمتع بسويات عالية من السطوع الشمسي ، كان من الضروري إفساح المجال أمام استغلال هذه الطاقة المجانية واستثمارها في مجال السخانات الشمسية لتسخين المياه سواء للاستخدام المنزلي أو للاستخدامات الصناعية وخاصة مع بلوغ شدة الإشعاع الشمسي في سورية معدلا وسطيا عاليا تتجاوز قيمته(5) كيلو واط ساعي لكل متر مربع يوميا بالإضافة إلى وجود أكثر من 300 يوم مشمس سنويا. وعلى الرغم من وجود مايزيد عن 4،5 مليون أسرة وفق الإحصاءات الرسمية فان التقديرات الأولية تشير إلى أن عدد الأجهزة المنزلية لتسخين المياه بالطاقة الشمسية لا يتجاوز(250) ألف جهاز في الوقت الحالي .
مصطفى شيخاني مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة يرجع أسباب انحسار استخدام أجهزة التسخين الشمسية وقلة انتشارها في القطر لعدد من الأسباب: أولا وجود سياسة دعم لأسعار حوامل الطاقة المستخدمة في تسخين المياه بالطرق التقليدية كالمازوت والكهرباء وعدم دعمها لأجهزة الطاقة الشمسية بالقدر الكافي حتى الآن ثانيا الأسعار المرتفعة لأجهزة التسخين الشمسية المبيعة قياسا إلى دخل المواطن ثالثا عدم اقتناع شريحة كبيرة من المواطنين بالجدوى من اقتناء أجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية بسبب رخص مصادر الطاقة التقليدية رابعا غياب الرقابة المتعلقة بضبط جودة الأجهزة المتوفرة في الأسواق المحلية مما ساهم في قيام بعض المصنعين المحليين بتصنيع اجهزة لم تلب رغبة الزبون وبيعها بأسعار عالية.
وبالنظر إلى الجدوى الاقتصادية لجهاز تسخين المياه الشمسي يؤكد شيخاني أن تركيب جهاز سعة 200 ليتر ماء يؤمن وفراً يقدر بما يزيد عن 300 ليتر من المازوت سنوياً مع قدرته على تأمين متطلبات أسرة مؤلفة من 4 - 5 أشخاص وبمعدل 70٪ من أيام السنة وبالتالي فإن المواطن يسترد ما أنفقه لشراء السخان الشمسي خلال فترة تقدر بحوالي 4 - 5 سنوات.
وفيما يتعلق بالجانب الحكومي وباعتبار أن كل ليتر مازوت مدعوم بحوالي 30 ليرة سورية فإن كل سخان شمسي سوف يوفر على خزينة الدولة حوالي 9000 ليرة سنوياً أي أن واقع السخان الشمسي الحالي يوفر على الحكومة 2.250 مليار ليرة سنوياً ومن هنا تأتي أهمية أن تقوم الدولة باتخاذ الإجراءات التي من شأنها تشجيع المواطنين على اقتناء أجهزة السخان الشمسي لما لها من آثار اقتصادية على المواطن والدولة معاً بالإضافة إلى آثارها الإيجابية على البيئة.