أكد " محمد غسان القلاع" رئيس غرفة تجارة دمشق خلال الاجتماع الذي عقد مع رجال الأعمال السوريين في بولندا، أن غربة تجاوز عمرها قرن وربع، معبراً عن أمله بألا يقطع رجال الأعمال السوريين في المغترب علاقتهم مع بلدهم الأم، وأن يعملوا فيها بنفس سوية نشاطهم التجاري في بلد الاغتراب من حيث تقديم الخبرات والمعارف والترويج للمنتج السوري، مؤكداً أن الإعصار الذي تمر به سورية لن يطول وستعود سورية كما كانت مقصداً تجارياً صناعياً سياحياً ومعبر ترانزيت لكل البلدان العربية.
وقال القلاع بحسب موقع "تشرين اونلاين" : حتى نتحدث عن العلاقات التجارية السورية - البولونية بموضوعية يجب أن نأخذ بيانات ماقبل الأزمة لأن البيانات الحالية لاتعبر عن النشاط التجاري بين الطرفين، مبيناً أن الميزان التجاري بين البلدين يلحظ حالة عجز مستمر لمصلحة بولونيا وصلت عام 2011 إلى حوالي 1,2 مليار ليرة ، وبلغت قيمة المستوردات السورية من بولونيا عام 2011 نحو 2,587 مليار ليرة ، وبلغت قيمة الصادرات السورية إلى بولونيا نحو 1,3 مليار ليرة في العام 2011.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين ما قيمته 3,8 مليارات ليرة سورية عام 2011.
واقترح القلاع عدة نقاط لتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين وهي تعديل الاتفاق التجاري المعقود بين البلدين عام /1974/ بحيث يتناسب مع التطورات والتحولات التي جرت في بولونيا، ويساهم بصورة أكبر في تعزيز التبادل التجاري من خلال زيادة التسهيلات والإعفاءات الممنوحة لجهة التبادل السلعي، وضرورة مشاركة ممثلي غرف التجارة والصناعة في أعمال اللجنة المشتركة التي نصت عليها الاتفاقية التجارية بحيث تعرض وجهات نظر القطاع الخاص بما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، وتشجيع المعارض المشتركة في كلا البلدين للتعريف بالمنتجات والسلع والخدمات، وتعميق زيارات رجال الأعمال في كلا البلدين.
واقتراح إنشاء مجلس أعمال سوري – بولوني مشترك. وزيادة الرحلات الجوية المتبادلة بين البلدين. وتبادل الوفود السياحية بين البلدين والعمل على توقيع اتفاقيات للتعاون بين شركات السياحة في البلدين، ومساهمة الشركات البولونية في عملية إعادة الإعمار في سورية وخاصة في البنية التحتية للخبرة التي تملكها الشركات البولونية في هذا المجال، مشيراً إلى أن بولونيا تعتبر أهم منتج للفحم الحجري لذلك يمكن استيراده منها واستخدامه في إنتاج الطاقة في سورية.
وأكد القلاع أن التجار السوريين ومنذ اللحظات الأولى لبدء الأزمنة صمموا على عدم مغادرة البلاد، ودقّ تجار المواد الغذائية على صدورهم وتصرفوا بنخوة عرب متعهدين بعدم نقص المواد في الأسواق، وأيضاً فإن تجار المواد الكسائية الذين دمرت منشآتهم استأجروا بيوتاً ضمن المدينة وفتحوا فيها ورشات بغرض عدم تسريح عمالهم أو إيقاف عجلة الإنتاج.
وقال التاجر السوري ضمن الوفد البولندي د. إحسان البركة إن جزءاً من صمود سورية هو صمود التجار والصناعيين لأنهم العمود الفقري للاقتصاد، معتبراً أن تجربة رجال الأعمال البولنديين بسورية ضعيفة لذا يجب توسيع العلاقات مع رجال الأعمال في الداخل والاستفادة من خبراتهم وعلاقاتهم التجارية وخاصة أن التاجر السوري أثبت قدرته على التأقلم مع كل الظروف التي تمر عليه.
وركز رجال الأعمال من الطرف البولندي على أن بولندا ليست رائدة في مواد البناء وتستورده من أوكرانيا وروسيا، لكن الأزمة الأوكرانية أثرت عليها لذا يمكن التعاون مع التاجر السوري في هذا المجال، كما أن بولندا رقم 3 عالمياً في إنتاج المفروشات ومن المهم دخولها إلى سورية بأسعار منافسة جداً.