مع انخفاض مساعدات المنظمات الدولية بنحو 40 بالمئة تزداد التحديات أمام منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي تعمل منذ بداية الأزمة في سورية لتقديم المساعدات الاغاثية والانسانية والخدمات الصحية للمتضررين في جميع المناطق والاستجابة لاحتياجاتهم في محاولة لملء فراغ خروج العديد من المؤسسات والمرافق الصحية من الخدمة نتيجة الاعتداءات الإرهابية.
وأثبتت المنظمة خلال الظروف الراهنة حضورها القوي والفعال في جميع المناطق وعملت على توسيع برامجها الإغاثية لتشمل مجالات عديدة منها تأمين الغذاء ولوازم المعيشة والمياه النظيفة والصحة وغيرها من شؤون الحياة حسب تأكيد رئيسها الدكتور عبد الرحمن العطار.
يذكر الدكتور العطار أن المنظمة توزع /475/ ألف سلة غذائية شهريا في جميع المناطق والمحافظات بالتعاون مع اللجنة العليا للإغاثة واللجان الفرعية بالمحافظات بناء على الاحتياجات المطلوبة من خلال فروعها الاربعة عشر و/80/ شعبة في المناطق.
ويقول الدكتور العطار ان المنظمة تواجه اليوم تحديا متمثلا بانخفاض حصص المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية بنحو/40/ بالمائة رغم أن الحكومة تقوم بتغطية القسم الاكبر من الاحتياجات إلى جانب تأمينها مستودعات لتخزين المواد وتسهيل ادخالها من المنافذ الحدودية الامر الذي أسهم في وصول المساعدات الى محتاجيها بالوقت المناسب لافتا إلى ضرورة وجود تقييم حقيقي للاحتياجات بشكل دقيق يبين التغير الحاصل عليها بشكل دوري.
ومن خلال وجود فروع وشعب المنظمة في المناطق كافة تتم عملية توزيع المواد الغذائية والحرامات ومواد التنظيف والدعم الاجتماعي والاصحاح والمياه حسب العطار الذي أوضح أن المنظمة قامت بتجهيز مركز الاطراف الصناعية على طريق المطار ونتيجة للظروف الحالية نقل المركز الى المزة بدمشق بشكل مؤقت وبالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر يتم تأمين الأطراف الصناعية.
وتعتمد المنظمة بشكل كبير في عملها على المتطوعين والبالغ عددهم نحو 11 ألف متطوع ويعرب رئيسها عن أسفه لخسارتها /38/ شهيدا سقطوا خلال الازمة أثناء تأدية عملهم الانساني في مختلف المناطق.
وتعمل المنظمة على رصد الاوبئة والأمراض والجائحات عبر تنسيقها المستمر مع وزارة الصحة حسب مدير الخدمات الصحية بالمنظمة الدكتور /حازم بقلة/ الذي بين ان المنظمة تعمل كشريك أساسي للوزارة في حملات تلقيح الأطفال حيث بلغ عدد جرعات لقاح شلل الأطفال المقدمة عبر فرق الهلال الأحمر /548242/ جرعة كما عملت على إدخال أدوية ومواد طبية اليها ورفع سوية الخدمات الصحية وضمان وصولها الى المستحقين والمحتاجين اليها خاصة في المناطق صعبة الوصول.
وتتعاون المنظمة مع جميع الجهات العاملة في المجال الصحي والاغاثي كاللجنة العليا للاغاثة وفروعها بالمحافظات فكان لها دور مميز حسب /بقلة/ ولا سيما أنه تم افتتاح العديد من المستوصفات حتى تجاوز عددها /40 / مستوصفا إضافة لنحو /15/ نقطة طبية موءقتة تتوزع في مختلف المناطق والمحافظات لحين عودة المرافق الطبية فيها مضيفا ان المنظمة قامت بإدخال مستوصفاتها بمنظومة الإنذار المبكر الخاصة برصد الجائحات والأوبئة وإعداد تقارير اسبوعية عن الحالات المرضية المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية.AMR_4622
كما تسير المنظمة /20/ عيادة طبية متنقلة مهمتها تقديم الخدمات الطبية والدواء في المناطق المتضررة والفقيرة يديرها طاقم طبي تخصصي بناء على قول /بقلة/ إضافة لفرق طبية جوالة تقدم الخدمات الطبية من معاينة ودواء وخدمات التثقيف الصحي في مراكز الإقامة الموءقتة ولا سيما أن المنظمة لديها منظومة إسعاف تعتمد على متطوعيها المدربين تدريبا عاليا تغطي معظم المحافظات وتعد رديفا لمنظومة الإسعاف في وزارة الصحة إلى جانب تدريب المجتمع المحلي على مبادئء الإسعاف الأولي من خلال دوراتها المتواصلة على مدار العام.
ولم يقتصر دور المنظمة على توفير الخدمات الصحية إنما قامت بافتتاح العديد من المراكز الاستشارية لتقوم بتقديم خدمات الدعم النفسي للفئات المتضررة وخاصة عند الأطفال إضافة إلى رصد حالات سوء التغذية ومتابعتها بحسب بقلة.
وحول مركز الاطراف الصناعية يوضح مديره الدكتور نذير كنعان أن المركز قام بتركيب /260/ طرفا وبشكل مجاني لمرضى لديهم بتور باطرافهم نتيجة اسباب رضية او مرضية او نتيجة حادث معين منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية حزيران الماضي.
ويشير الدكتور كنعان إلى أن المركز يقوم بتدريب المرضى على استخدام الطرف المركب إلى جانب تقديم المعالجة الفيزيائية اللازمة للمعوقين وتأمين أجهزة معينة لهم موءكدا أن تعدد مصادر التمويل للمركز هو الرافعة الاساسية لاستمراره في العمل وتقديم الخدمات للمحتاجين اليها وتلبية الاحتياجات.
منظمة الهلال الاحمر العربي السوري لها شركاء دوليون ومنظمات أممية تتبع سياسة تقوم على الحياد وعدم التحيز وأثبتت خلال الازمة تمسكها بالمبادىء الانسانية من خلال العمل اليومي والوصول الى المناطق الصعبة لتكون مكملا لعمل الدولة وداعما أساسيا لها في تامين الاحتياجات للمتضررين في جميع المناطق.