تصدر جهاز أبوظبي للاستثمار (أديا) قائمة أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم لعام 2012، بثروة قدرت بنحو 627 مليار دولار بحسب قائمة أعدتها شركة الاستشارات المالية “بركين” التي تتخذ من لندن مقرا لها وضمت 63 صندوقاً عالمياً.
وحسب ما افادت جريدة البيان الاماراتية فقد جاء في المرتبة الثانية صندوق التقاعد الحكومي النرويجي بثروة قدرت بنحو 596 مليار دولار. وحل في المرتبة الثالثة والرابعة صندوقا ثروة سيادية صينيين، وهما “صندوق الإدارة الحكومي للعملات الأجنبية” و” مؤسسة الاستثمار الصينية ” بثروة إجمالية مشتركة قدرت بتريليون دولار.
وقالت الدراسة إن صناديق الثروة السيادية تبقى قوة مؤثرة عالمياً، وهي مرشحة للازدياد بمرور الوقت وفقاً لمحللين. وأشارت إلى ان ثروتها قفزت بمقدار نصف تريليون دولار بين 2011-2012.
وأضافت الدراسة أن ثمة صناديق ثروة سيادية جديدة دخلت الساحة، الأمر الذي يبرر قفزة الأصول الإجمالية لتلك الصناديق. ففي السنوات الأربع الماضية كونت فرنسا وكازخستان والبرازيل وغانا وماليزيا صناديق جديدة. ومنذ 2006 تكون 12 صندوقاً بلغت قيمتها السوقية الحالية 500 مليار دولار.
وذكر التفرير أن مجال الصفقات واسع، فقد استثمرت شركة مبادلة للتنمية على سبيل المثال في شركة سوني باستحواذها على 2.2 مليار دولار على أصول مجموعة إي ام آي جروب لمتد للنشر، وهو استحواذ وافق عليه الاتحاد الأوروبي.
يمتلك جهاز أبوظبي للاستثمار محفظة أصول ضخمة، تتمحور على خلق قيم طويلة الأجل. ونتيجة لذلك فإنه يستثمر نسبة مئوية كبيرة من اصوله في فئة الأصول البديلة. والمخصصات الفعلية للحقول الاستثمارية للصندوق غير معروفة، غير انها تستهدف محافظ متوازنة، ونتيجة لذلك فإنه سيظل نشطا في القطاع العقاري، وصناديق التحوط، والبنية التحتية، والملكية الخاصة.
ولا يستثمر صندوق اديا في الإمارات، أو منطقة الخليج عموما، إلا في حالات تكون فيها الاستثمارات جزءا من المؤشر. وهو بخلاف ذلك يستثمر في الفئات المختلفة بما فيها الأسواق الناشئة. وتدار الشريحة الكبرى من الاستثمارات البديلة للصندوق خارجيا.
يمتلك صندوق اديا مخصصات واسعة للأسهم، التي تضم استثمارات في الأسواق المتقدمة، والأسواق الناشئة، والأسهم ذات الرسملة الصغيرة. وهو يستثمر ما بين 46% إلى 70% من مخصصات الأسهم الإجمالية بين ثلاث محافظ.
ومخصصات الأسهم المتقدمة وتشمل ما بين 35% إلى 45% من الإجمالي. غير أن الصندوق السيادي في عام 2011 بدل تركيبة وحدة أسهمه. والتي كانت موزعة في السابق على أربع وحدات جغرافية هي أوروبا، وأمريكا الشمالية، والشرق الأدنى، والأسواق الناشئة، غير أن المقاربة الجديدة تضمنت فصل وحدات الأسهم إلى وحدة مناولة الصناديق المؤشرة، وأخرى للصناديق نشطة الإدارة.
ويهدف الصندوق في المستقبل إلى زيادة انكشافه على الصناديق المدرجة في المؤشرات، في ظل المخاوف من التقلبات. ويستخدم أديا استراتيجة متابعة لغالبية أصوله في أسهم الأسواق الناشئة، وهو يستخدم مؤشرات ستاندرد أند بورز في الولايات المتحدة، ومؤشر ام اس سي أي لبقية انحاء العالم.
وتتضمن محفظة أديا 7% استثمارات في صروح العقارية، ثاني أكبر مطور في أبوظبي. والتي من الممكن أن تندمج مع الدار العقارية ، أكبر مطور في العاصمة.
يعتبر صندوق أديا مستثمر مهم في العقارات مخصصا بين 8-10% من أصوله الإجمالية لفئة العقارات. وهو يستثمر بصورة مباشرة أو من خلال صناديق عامة وخاصة. وتتضمن استثماراته المباشرة قرابة 65% من مخصصاته، ولديه انكشاف عالمي. وقد تركزت معظم مشترياته العقارية السكنية في أوروبا والولايات المتحدة، بما فيه محفظة في المملكة المتحدة بقيمة 4 مليارات دولار.
كما يستثمر الجهاز في الهند من خلال صناديق ملكية خاصة وعقارية. ويتطلع في المستقبل على الاستثمار المباشر هناك.
وتتضمن استثمارات الصندوق في صناديق الملكية الخاصة الصناديق العقارية الباحثة عن الفرص، والقيم المضافة.
وتشكل الاستثمارات قرابة 30% من محفظته العقارية، في حين تشكل الصناديق العامة قرابة 5% من المحفظة.
وكان الجهاز أعلن في 2010 عن خطط لتعظيم محفظته المباشرة، ونتيجة لذلك فهو يتطلع لاستثمارات في المشاريع المشتركة، وشراء العقارات وفق منظور بعيد المدى. ويتطلع أديا إلى القيام بعدد من الالتزامات في العقارات الخاصة، غير أنه لا يمكنه الكشف عن عدد الصناديق أو حجم رأس المال الذي سيخصصه.
وفي فبراير 2012 عين الجهاز باسكال دوهوميل رئيساً لاستثمارات العقارات الأوروبية. وكان عمل سابقا مديرا تنفيذيا للمجموعة في كارفور للعقارات. وقبل التحاقه بكارفور كان دوهوميل عضوا منتدبا في مورغان ستانلي للاستثمار العقاري.
وفي عام 2011 استثمر الجهاز 475 مليون دولار في محفظة جولدمان ساكس الفندقية. وتعتبر الصفقة جزءا من إعادة هيكلة صناديق وايتهول العقارية التابعة لجولدمان ساكس، بما فيه إعادة هيكلة دين.
باشر جهاز أبو ظبي للاستثمار الاستثمار في صناديق التحوط في 1986 وكان نشطا في هذا المجال منذ حينه. ومن بين مديري الاستثمار الذين يتعامل معهم كوبميكوس كابتال بارتنرز في الملكية الخاصة. ونيو فنتشر بارتنرز في الملكية الخاصة. ووالدين انترناشونال في الملكية الخاصة.
ومن أهم مقتنياته حصة في أبولو مانجمنت في الولايات المتحدة 9%. وبان دو تونيسي دي امارات التونسي 38.9%. وقال التقرير إن جهاز أبو ظبي للاستثمار هو مستثمر مرن، وليس لديه تفضيل تمويلي معين، أو تركيز استثماري جغرافي.
ومن أهم العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار عند تقييم الفرص هو السجل التعقبي لمديري الصندوق. وتتركز استثمارات أديا على الساحة العالمية رغم ان صندوق الثروة السيادي لا يستثمر في العادة في الإمارات أو منطقة الخليج.
ويستثمر الجهاز عادة في صناديق الملكية الخاصة بأصول تزيد عن 500 مليون دولار، ويبلغ الحد الأدنى لحجم التزامه قرابة 50 مليون دولار. وهي يبحث عن محافظ متنوعة مع الأخذ بالاعتبار الجغرافيا والصناعة والفلسفة الاستثمارية. ويتوزع فرع الاستثمار في المليكة الخاصة على عدد من الحقول الرئيسة، التي تتمحور على الاستثمار في الصناديق الرئيسة والصناديق الثانوية والصناديق المعسرة.
ويعتبر أديا مستثمراً نشطا في صناديق المليكة الخاصة المعسرة في أمريكا الشمالية وأوروبا. وكان قرر اعتبارا من سبتمبر 2011 زيادة مخصصاته لصناديق المليكة الخاصة المعسرة في العامين أو الثلاثة القادمة، والاستمرار على ذلك النهج على المدى الطويل.
وكان يتطلع اعتبارا من الربع الأول من 2012 إلى زيادة انكشافه على المليكة الخاصة. وهو في سبيله إلى زيادة عدد العاملين في وحدة المليكة الخاصة.
ولم يكن أديا خلال تلك المدة قرر حجم مخصصات الأصول الجديدة لصناديق المليكة الخاصة، والتي ناهزت في سبتمبر 2011 ما بين 2% إلى 8%. وكان يتطلع إلى توسعة خبرته الجغرافية في أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا وأستراليا. وفي ديسمبر 2011 عين الجهاز بنجامين سي ويستون رئيسا عالميا للاستثمارات البديلة. وقد خصص 35% من أصوله المدارة للاستثمارات البديلة.
يعتبر جهاز أبو ظبي للاستثمار ( أديا) مستثمراًَ نشطاً في فئة أصول البنى التحتية، محققا ذلك من خلال استثمارات مباشرة، أو استثمارات تشاركية، وصناديق البنى التحتية المدرجة وغير المدرجة.
وقد بدأ الاستثمار في البنية التحتية في 2007، وهو يتطلع على المدى البعيد للاستثمار ما بين 1% إلى 5% من أصوله في البنية التحتية. ومن استراتيجيته الرئيسية الاستحواذ على حصص اقلية مع شركاء معروفين بدلا من السعي للسيطرة على تشغيل الأصول.
تأسس جهاز أبوظبي للاستثمار ( أديا ) في العام 1976، ونما ليغدو واحدا من أكبر أدوات الاستثمار الحكومية في العالم.
ويعتبر صندوق اديا مسؤولا عن استثمار حصة كبيرة من عائدات أبوظبي الحكومية، التي تخصصها لسلسلة استثمارات عالمية. وتنحصر مهمته في التأمين والمحافظة على ازدهار ورخاء أبوظبي في الزمنين الحالي والمستقبل لإمارة أبوظبي.
وفي الوقت الذي ينصب فيه تركيز صندوق أديا عالميا، فإن شركته الشقيقة “مجلس أبو ظبي للاستثمار” ينصب بصورة أكبر على الاستثمارات المحلية والإقليمية، ويمتلك حصصا في بنكي أبوظبي الوطني، وبنك أبوظبي التجاري.
وتتوزع استثمارات أديا في سندات الدخل الثابت على أربع فئات عريضة: السندات الحكومية العالمية، والسندات المرتبطة بالتضخم، وسندات الأسواق الناشئة، والسندات العالمية من الدرجة الاستثمارية. والهدف من محفظة السندات هو الوفاء بمتطلبات السيولة الإجمالية لصندوق الثروة السيادي، وتحقيق عوائد أعلى من المقاييس التعاملية، مع المحافظة على مستوى مخاطر متكافئ. وقد ازداد انكشاف صندوق الثروة السيادي على الاستراتيجيات النشطة المتنقلة بهدف توفير درجة أعلى من التنوع.
المصدر: أريبيان بزنس