"بِعْ في مايو/ أيار وكن مطمئناً ولا تحتار" هي استراتيجية يفضل بعض المستثمرين والتجار التفكير بها في الوقت الحاضر، فهل هي فعلاً مجدية؟
"بع في مايو/ أيار وكن مطمئنا ولا تحتار" يستند هذا القول المأثور على ضعف الأداء تاريخيا للأسهم خلال شهر مايو/ أيار وحتى الفترة الزمنية أكتوبر/ تشرين الأول. أتباع التحول من الأسهم إلى النقد في بداية مايو ثم الاستثمار في الأسهم مجددا في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني.
الأداء التاريخي يظهر أن هناك فترة لأفضل وأسوأ ستة أشهر للأسهم، جيف هيرش من "the Stock Trader’s Almanac" قام بحساب لمؤشر داو جونز الصناعي فوجد أن متوسط R03;R03;العائدات حقق 0.3% فقط خلال فترة أسوأ ستة أشهر (من مايو/ أيار وحتي أوكتوبر/ تشرين الاول) منذ عام 1950.
وفي المقابل، خلال الأشهر الستة الأفضل (من نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى أبريل/ نيسان)، حقق مؤشر داو جونز مكاسب بمعدل 7.5٪. سام استوفل في "S&P Capital IQ" يقول بأن توقعات "ستاندرد آند بورز 500 - S&P 500 " قد ارتفعت بنسبة 1.2 فقط خلال متوسط فترة R03;R03;أسوأ الستة شهور الأسوأ، في حين ارتفعت بنسبة 6.9٪ خلال متوسط فترة الأشهر الستة الأفضل، (أرقام سام تعود إلى عام 1945).
بالتأكيد، من قام بالبيع في العام الماضي بنهاية أبريل/ نيسان اتخذ قرارا حكيما، منذ أواخر أبريل/ نيسان 2011 إلى نهاية أوكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام، خسر مؤشر داو جونز بنسبة 6.7٪ ، وفي الرابع من أكتوبر 2011 وخلال المعاملات اليومية تدهور سعر الأغلاق إلى أدنى مستوى له لينخفض حتى 19.1%.
مع وصولنا الى نهاية أبريل/ نيسان من هذا العام، والمشاكل في أوروبا والتي تسببت في أزمات خلال الصيف الماضي (على سبيل المثال، ديون اليونان السيادية) والتي لم تختف.حتى الآن، بالإضافة إلى، ارتفاع عوائد السندات الاسبانية مؤخرا، وخروج الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من سباق الرئاسة بعد الاعادة، انهارت الحكومة الائتلافية الهولندية، وانكماش الاقتصاد البريطاني.
في آسيا، ظهرت على الاقتصاد الصيني علامات على التباطؤ، خفضت "ستاندرد اند بورز – Standard & Poor’s " توقعاتها للهند. في الولايات المتحدة، لا يزال العديد من السياسيين أكثر اهتماما في الدخول في المهاترات والظهور إعلاميا بدلا من الاتفاق على حلول طويلة الأجل.
حتى مع هذه المخاوف المشروعة، يمكن أن تسير الأمور بشكل جيد، أو على الأقل، يمكن أن تصمد الظروف بما فيه الكفاية لتدعم أسعار الأسهم، ويمكن لأوربا أن تتدبر أمرها ببساطة إلى جانب، أن لا يحدث مزيدا من التفاقم، قد يتباطأ الاقتصاد الصيني أقل مما هو متوقعا، وأسعار البنزين قد تصل إلى ذروتها في الولايات المتحدة (مع تمنياتنا بعدم حدوث ذلك)، وسيحافظ اقتصاد الولايات المتحدة على نموه البطيئ والغير مستقر، ولكن بانتعاش مستمر، (عزز مجلس الاحتياطي الاتحادي التوقعات بنمو الناتج المحلي الإجمالي 2012 )، بالإضافة، "ستاندرد آند بورز 500 - S&P 500 " يسعى إلى تدول سعر السهم بمكاسب تصل لنسبة 12.9.
تحتاج أيضا إلى النظر في الجانب السلبي من بيع الأسهم، فالعوائد على سندات الخزانة للستة أشهر كانت 0.14% و"Bankrate.com" يقول أن عوائد حسابات الأسواق المالية وصلت لـ0.46%، كما أن وسيطك التجاري الذي بضارب بأسهمك يطالبك بعمولات مالية، وإذا كنت تبيع الأسهم في حساب خاضع للضريبة، وضريبة الدخل ومشروع قانون لكم أيضا.
بعد ذلك سيكون السؤال هو متى ستعود إلى الأسهم. بعدما بعتها خلال شهر أغسطس أو في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، ومتى تنوي الشراء، ما رأيك في القيام بذالك في أخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
ما أود قوله بأن عليكم تحمل المخاطرة والمجازفة في كل الأحوال ، ولكن على المدى الطويل، ستكافئ الأسهم أولئك الذين يخاطرون بعقلانية وحكمة.وضع استراتيجية متوسطة المدى هي لمعرفة ما اذا كانت محفظة المخصصات لا زالت قريبة لأهدافك عند بداية مايو/ أيار وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، إذا كانت مخصصات أكثر من 5% خارج المرمى، قم بإعادة التوازن.
على سبيل المثال، إذا كان استراتيجيتك تقضي بتخصيص 60% لمخصصات الأسهم و 66% من محفظتك لحساب الأسهم الحالي، قم بخفض مخصصات الأسهم الخاصة بك إلى 60% مرة أخرى وقم بتحويل العائدات إلى هذه الفئة من الأصول التي هي حاليا من نقص القيمة (السندات على سبيل المثال). هذا يتيح لك الفرصة للاستفادة من فترات أفضل وأسوأ ستة أشهر من خلال البيع بأسعار مرتفعه والشراء بسعر منخفض، مع المحافظة على الالتزام بخطة استثمارية طويلة الأجل.
المصدر: تشارلز رتبلت/ ترجمة: أسامة موسى