إرتفع سعر خام القياس الأوروبي مزيج برنت فوق 107 دولارات للبرميل اليوم في الوقت الذي أدت فيه استطلاعات للرأي تشير إلى وجود دعم لحكومة مؤيدة لخطة الإنقاذ في اليونان إلى تهدئة مخاوف من إن يؤدي خروج أثينا من منطقة اليورو إلى التأثير على الطلب في حين أثار عدم إحراز تقدم في المحادثات بشأن البرنامج النووي اليوناني مخاوف بشأن الإمدادات.
وقد استبعد خبراء اقتصاديون أن تنخفض أسعار البترول العربي الخفيف دون حاجز 100 دولار للبرميل على المدى القصير، مشيرين إلى أنه في حال بقاء اليونان ضمن منطقة الاتحاد الأوروبي ستنجح هذه التوقعات.
وتأتي هذه التأكيدات، في وقت بدأت فيه تظهر ملامح واضحة حول إمكانية بقاء «اليونان» ضمن منطقة الاتحاد الأوروبي، وقالوا «بقاء اليونان ضمن الاتحاد الأوروبي يعني عدم تراجع أسعار البترول، لأن خروجها يقود إلى ارتفاع قيمة الدولار أمام اليورو، وهو الأمر الذي يعني تراجع أسعار البترول تبعا لذلك».
وذكر فضل البوعينين الخبير الاقتصادي أمس، أن أثر بقاء اليونان في منطقة الاتحاد الأوروبي سيكون إيجابيا فيما يخص أسواق المال الخليجية والقطاع المصرفي، إلا أنه استدرك قائلا «إن حدثت أمور سلبية كخروج اليونان من منطقة الاتحاد الأوروبي فإن الأسواق المالية والقطاع المصرفي الخليجي من أكثر القطاعات التي ستتضرر سلبا».
وقال البوعينين: بسبب تقييم النفط بالدولار، فإن العلاقة بين الدولار والنفط علاقة وثيقة، وهي علاقة تتجاوز عمليات شراء النفط إلى التأثير المباشر في الاقتصاد الأميركي، وانعكاس ذلك على الاقتصادات العالمية»، مضيفا يمكن القول: إن العلاقة بين أسعار النفط وسعر صرف الدولار هي علاقة عكسية، فانخفاض الدولار يؤدي إلى ارتفاع سعر النفط، ويرجع البعض ذلك إلى زيادة الطلب على النفط من الدول الأخرى ذات العملات المرتفعة، إضافة إلى زيادة المضاربة في أسواق النفط حيث يساعد انخفاض سعر الدولار على تحفيز المضاربين في أسواق النفط.
ولفت إلى أن بعض المحللين يعتقدون أن العلاقة بين الدولار والنفط تتجاوز العلاقة المباشرة إلى العلاقة المعقدة، وقال: «حيث يعتقدون أنه يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى تضخم حجم فاتورة الاستيراد في أميركا وهذا يؤثر سلبا في الميزان التجاري وقوة الدولار، ويؤدي إلى تباطؤ في الاقتصاد وهذا ينعكس بالتبعية على قوة الدولار».
وأضاف الخبير الاقتصادي: «لا يمكن الفصل بين تمويل الاستيراد في الدول المنتجة للنفط التي تتخلص من جزء من أرصدتها الدولارية لمصلحة عملات الدول الأخرى المرتبطة معها بشراكة تجارية، وهذا يتسبب أيضا في التأثير على سوق العملات»، مضيفا أعتقد أن هناك بعض المؤثرات الرئيسية التي يمكن أن تؤثر في أسعار النفط عالميا، وهي العرض والطلب، والنمو العالمي، والمؤثرات السياسية والعسكرية، ومستقبل النفط من حيث ضمان الإمدادات، وسعر صرف الدولار، والمضاربة في أسواق النفط.