أظهر المسح الاستقصائي لتكلفة المعيشة حول العالم لعام 2012 أن دمشق تراجعت 43 درجة مقارنة بالعام الماضي لتحل في المرتبة 166 بعد احتلت في العام الماضي المرتبة 123، و يعتبر هبوط أسعار الإيجار أحد الأسباب الرئيسة وراء انخفاض تكلفة المعيشة عبر منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يسهم في تخفيض المرتبة التي تحتلها.
وبالمقابل أظهر المسح تراجع أبوظبي 9 درجات مقارنة بالعام الماضي، لتحل في المرتبة ،76 ودبي في المقابل تراجعت 13 درجة لتحل في المرتبة 94 . وفي الوقت نفسه، تصدرت طوكيو قائمة أغلى مدن العالم بالنسبة للمغتربين، ما دفع بمدينة لواندا في أنغولا الهبوط إلى المرتبة الثانية . علاوة على ذلك، فإن أغلى 10 مدن في العالم تبقى بأغلبيتها تلك الواقعة في أوروبا وآسيا . إضافة إلى انخفاض تكاليف الإقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعود تراجع أبوظبي ودبي في المراتب نتيجة لعدة عوامل بدءاً من تباطؤ ارتفاع أسعار السلع والخدمات في دولة الإمارات العربية المتحدة مقارنة بمدينة نيويورك المستخدمة كمعيار للمقارنة في هذا المسح، إلى استقرار السوق العقاري في الشرق الأوسط . ومن جهة أخرى، فقدت مدن الإمارات مكانتها كأغلى المدن في الشرق الأوسط، حيث انتقلت العاصمة اللبنانية بيروت إلى المرتبة 67 . ومع ذلك، تبقى دولة الإمارات الأغلى كلفة للعيش بين دول مجلس التعاون الخليجي، قبل الرياض، السعودية (123)، المنامة، البحرين (156)، مدينة الكويت، الكويت (134)، الدوحة، قطر (169)، مسقط، عمان (179) وجدة، السعودية (186) . ويُعتبر مسح “ميرسر”، وهو الآن في عامه ال ،22 الأكثر شمولية في المنطقة، وهو معتمد من قبل الحكومات والشركات على حد سواء لتحديد برامج الأجور والبدلات الخاصة بالمغتربين في مختلف أنحاء العالم . ويقوم بتحديد الأنماط السائدة في العالم وتوفير التفاصيل المتعلقة بالإحصاءات المستخدمة لمقارنة تكاليف المعيشة في منطقة الشرق الأوسط، مع سائر المناطق حول العالم . وصرح زيد قمحاوي، مدير أعمال “ميرسر” للاستطلاعات وخدمات المعلومات في الشرق الأوسط: “استناداً إلى العديد من العوامل، أثبتت مدن الإمارات أنها أقل تكلفة من غيرها عالمياً” . وأضاف قمحاوي:”عموماً، لم يكن هناك تحول كبير في مراتب المدن في منطقة الشرق الأوسط، باستثناء مدينة دمشق السورية . ويعود هذا التحول بجزء كبير إلى الهبوط الحاد في قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي” .
وفي المجموع، يقوم المسح باحتساب تكاليف المعيشة في 214 مدينة حول العالم، وتتم مقارنة تكاليف أكثر من 200 عامل في كل موقع، ويشمل ذلك: السكن، النقل، السلع الغذائية، الملابس، السلع المنزلية، والترفيه . وتم تعيين نيويورك كنموذج المدينة الأساس التي تقوم عليها هذه المقارنة، مع قياس العملات مقابل الدولار الأمريكي .