أصدرت “آي بي غلوبال”، أمس، تقريراً عن “مؤشر العقارات” في الدول التي استضافت دورات الألعاب الأولمبية في السابق . ويسلّط التقرير الموّسع الضوء على القطاعات العقارية السكنية والتجارية المميّزة في الأسواق الاستثمارية حول العالم، ويستند إلى دراية معمقة بالمدن التي استضافت دورات الألعاب الأولمبية في الماضي .
يعد التقرير أن لندن وبكين وطوكيو هي من أهم المدن الاستثمارية خلال هذا العام . وحظيت لندن استناداً إلى التقرير بإمكانات وفرص قوية نتيجة لانخفاض نسبة المخاطرة وارتفاع نسبة العوائد للمستثمرين، في حين جاءت بكين وطوكيو من المدن الجديرة بالاهتمام والمتابعة . وفي المقابل تم استبعاد أثينا ومدينة أتلانتا في الولايات المتحدة من الترشيح نظراً لمستوى الأداء المخيب للآمال والتوقعات الاقتصادية الضبابية .
لندن
تحتل لندن المركز الأول في التصنيف باعتبارها أفضل مكان للاستثمار العقاري، وهي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية 2012 . وترتفع أسعار الوحدات العقارية في لندن حتى 2 .3% سنوياً، و5 .1% بالنسبة إلى قيم الإيجارات . ويعتبر ذلك من الأخبار السارة لمستثمري الشرق الأوسط، نظراً لتفضيلهم لندن مركزاً رئيساً للاستثمار . ويعزّز من ذلك الارتفاع القوي للأسعار وزيادة الإيجارات، وهو ما يفضي إلى دعم مكانة لندن باعتبارها ملاذاً آمناً . ويتوقع أن تكون تصل الأسعار إلى أعلى مستوياتها خلال 20 شهراً .
بكين
استضافت بكين دورة الألعاب الأولمبية في العام ،2008 وهي إحدى المدن التي تميزت بزيادة قدرها 30% في أحجام المبيعات خلال هذا العام . وقد عزّزت المبادرات التي أطلقتها الدولة في الصين من النمو الذي كان له مردود إيجابي على المبيعات . وإضافة إلى ذلك، فمنذ شهر فبراير/ شباط الماضي ،2012 توفر البنوك التجارية في بكين قروضاً عقارية للأشخاص الذين يقومون بشراء العقارات لأول مرة طبقاً ل أو أقل من سعر الفائدة، ما أسهم في تعزيز مستويات الطلب .
طوكيو
استضافت طوكيو دورة الألعاب الأولمبية في العام 1964 . وقد واجهت بعض الصعوبات، وتعرضت مؤخراً لعدد كبير من الكوارث الطبيعية . وبالرغم من جميع ذلك، فقد احتلت المركز الثالث في التصنيف، وتم اختيارها إحدى المدن الجديرة بالاهتمام والمتابعة بفضل الطلب المحلي القوي والمؤشرات الإيجابية التي تحيط بالاقتصاد الياباني . وقد يكون لترك المستثمرين الأجانب الدولة في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلاد في العام 2011 تأثير في وفرة الأسواق هناك؛ إلا أن قطاع تأجير العقارات ظل مستقراً . ومن المتوقع أن يصل نمو الاقتصاد الياباني إلى 2 .2% سنوياً .
أتلانتا
تحتل أسعار المنازل في أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا في الولايات المتحدة، حالياً المستوى الذي كانت عليه في العام 1996؛ أي في السنة نفسها التي استضافت فيها الأولمبياد . وعموماً فقد انخفضت أسعار المنازل في الولايات المتحدة بمعدل 32% مقارنة مع فترة الذروة التي وصلت إليها في العام ،2007 في حين نرى أن أسعار المنازل في أتلانتا التي تُعدّ أكثر المدن سكاناً في الولايات المتحدة، ما زالت متوسطة مع استمرارها نحو الانخفاض الذي يتسق مع تدني أسعار المبيعات بنحو 11% خلال العام 2011 . وبالرغم من أن أتلانتا هي المركز الرئيسي لشركة كوكا كولا في العالم والعديد من الشركات العالمية الأخرى، فإنها قد استبعدت من الدول التي يمكن لها استضافة الأولمبياد خلال هذا العام .
أثينا
تعد أثينا مهد الأولمبياد، وقد قامت باستضافتها آخر مرة في العام 2004 . وتأتي الصعوبات المالية والمخاوف التي تواجهها اليونان لتلقي بظلالها على المشهد نتيجة للخروج المحتمل لها من منطقة اليورو، وهو ما أسهم في استبعادها من أفضل المناطق الاستثمارية . وتحتل العاصمة اليونانية أثينا حالياً المركز الأخير في القائمة التي تضم 27 مدينة أوروبية عالمية بسبب عدم قدرتها على جذب المستثمرين لقطاعها العقاري، إضافة إلى أنه يُنظر إليها على أنها من المناطق المعرّضة للمخاطرة بدرجة عالية، ولا تبدو علامات التحسن الاقتصادي بها على الأمد القصير .
وتعليقاً على ذلك، قال روبرت بيرس، مدير شركة “آي بي غلوبال” في منطقة الشرق الأوسط: “لطالما كانت لندن الوجهة الأكثر جذباً بالنسبة إلى المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط، لاسيّما في قطاع العقارات . ولا شك أن العوائد الاستثمارية الجيدة من وراء ذلك تدعو للتفاؤل . لذلك فإننا ننصح عملاءنا بالاستفادة من الفرص الاستثمارية المتعددة التي تتيحها المملكة المتحدة بداية من سكن الطلاب ووصولاً إلى العقارات الفخمة، نظراً لتوفيرهم لعوائد استثمارية مرضية تماماً” .
المصدر: الخليج الامارتية