خاص B2B-SY | فاطمة عمراني
مع أن السلحفاة قد تكون الحيوان الأقرب ذهنياً عند ذكر كلمة "الانترنت" في سوريا، إلا أن القرش قد خطف الأضواء منها، وكان نجم الأنترنت السوري للعام 2017 بلا منازع.
القرش "العضاض" بريء!!
لكن هذا القرش المظلوم الذي اتهمته الشركة السورية للاتصالات بعض كابل الانترنت وإلحاق الأضرار به وبالتالي التقليل من سرعة الانترنت البطيئة أصلاً، عادت الشركة وأظهرت براءته، مؤكدة أن قصة "القرش" التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هي قصة خيالية وغير ممكنة، لكون الكابلات الضوئية مغلفة بطبقات متعددة، ووضعت الوزارة اللوم كالعادة على المواطن الذي لم يبالي بل أعلن الأفراح والليالي الملاح وعمت الفرحة الساحات فرحاً ببراءة "القرش العضاض".
ويبدو أن وزارة الاتصالات التي قلما تحظى بمساحة إخبارية في الإعلام، قد سعت بكل جدية لكي يودع هذا المواطن السنة بمزيد من الابتسامات والنهفات، علها تغطي عجزها عن تأمين خدمات المواطنين بإشغالهم بتصريحات تستعرض فيها عضلاتها وما تكابده من إنجازات عظيمة لا سيما فيما يخص الانترنت، وعمليات إصلاح كابل الإنترنت المستهدف كما لو أنه أحد أهم المراكز الأمنية العالمية، حيث تقول الشركة السورية للاتصالات أن عملية الإصلاح صعبة ومعقدة ومكلفة كما إنها تحتاج لوقت طويل، مظهرة حلولها الإسعافية والتي اقتصرت على تأمين البدائل للمواطن "يلي بضل مو عاجبو العجب".
وفي جولة سريعة لأبرز إنجازات الوزارة هذا العام، لا سيما في مجال الانترنت اقتصر نشاطها على تركيب بوابات الإنترنت في عدد من المدن والمحافظات السورية وإصلاح الكابلات التي لطالما عضها القرش المزعوم خلال هذه السنة.
المواطن السوري هو السبب في كل مشاكل الكرة الأرضية "حتى ثقب الأوزون"!
صرح وزير الاتصالات علي الظفير في وقت سابق من العام المنصرم 2017، أن مشاكل بطء الانترنت في سوريا غالباً فردية، داعياً المواطنين الذين يعانون من مشاكل فردية أن يراجعوا مراكز الهاتف لحلها.
وأضاف الوزير أن سرعة الانترنت في البلاد ليس في ذلك الشكل الذي يشاع على أنها بطيئة، موضحاً أنه يجب التفريق بين الخدمة السيئة عند المواطنين والخدمات التي تقدم على مستوى المنطقة أو حتى البلاد.
وجاء تصريح الوزير متناقضاً مع تصريح مدير عمليات المبيعات في الشركة السورية للاتصالات فؤاد يوسف، والذي أكد أن سرعة الإنترنت خلال فترات الأعطال واستهداف الكابلات مماثلة للسرعة الطبيعية له قبل حدوث ذلك، حيث لا تصل سرعة الإنترنت في الأحوال العادية أكثر من 80%، إلا في حالات الذروة.
"صور وفيديوهات العيد" هي السبب!!
بعد تصريح مدير الشركة السورية للاتصالات بكر بكر الذي كشف فيه أن خسارة الشركة تجاوزت 50 بالمئة من إيرادات الاتصالات الدولية، مشيرا إلى الأثر الكبير الذي تركه التوسع باستخدام الإنترنت في مجال الاتصالات الدولية على الاتصالات الأرضية، يبدو أن الشركة لم تجد بداً من إيجاد شماعة لبطء الانترنت الذي اضطر العديد من السوريين للعودة للاتصالات الأرضية في محاولة لتعويض الخسائر.
وفي أحدث نهفات السورية للاتصالات، أشار مدير عمليات المبيعات فؤاد يوسف إلى تعدد أسباب بطء الإنترنت الذي يشعر به المستخدمون خلال الـفترة الحالية، وأهمها الضغط الكبير على شبكة الإنترنت بالتزامن مع فترة الأعياد، حيث إرسال الفيديوهات والصور يسبب تفريغ حركة كبيرة من الإنترنت، أثناء تحميل الملفات، مما يؤدي إلى ضغط كبير على الشبكة!!
لافتا إلى أنه في حال امتلاك المستخدم سرعة 1 ميغابايت للإنترنت، فإن تحميل الصورة لديه يستغرق على الحد الأدنى 8 ثوان، إلى جانب أن العطل في البوابات، أو الأسلاك، أو الكابلات، لدى بعض المشتركين يكون سبب في البطء كذلك، ذاكرا أن وجود مزود أرضي على أحد أسلاك الهاتف، يسبب تفريغ الإشارة في الأرض وبالتالي يحصل انقطاع في الإنترنت، وإعادة إقلاع من جديد.
أسعار مرتفعة وخدمة سيئة
غالباً ما يأتي إعلان رفع أسعار خدمة الإنترنت في الوقت الذي تعاني منه الخدمة في جميع المحافظات من ضعف شديد وانقطاعات مستمرة مرتبطة مع ضعف شبكة الاتصالات وانقطاعها أيضاً، في حين تشهد بعض المحافظات انقطاعات كاملة في الخدمة، ومحافظات أخرى تعاني من نقص البوابات اللازمة لتركيب الخط.
حيث قامت الشركة السورية للاتصالات برفع سعر خدماتها “تراسل” في شهر نيسان 2017، بالإضافة لتعديل أسعار أجور التركيب أيضاً، بحجة الحفاظ على "جودة" ما تقدمه، مشيرة إلى أنه تم تحديد سعر سرعة 265 بـ 1200 ليرة سورية شهرياً، وسرعة 512 بـ 1400 ليرة، وسرعة 1 ميغا بـ 1900 ليرة وسرعة 2 ميغا بـ 3100 ليرة سورية.
وكما أن سرعة 4 ميغا حددت بسعر 5500 ليرة، وسرعة 8 ميغا بـ 10000 ليرة، وسرعة 16 ميغا بـ 18500 ليرة وسرعة 24 ميغا بـ 28000 ليرة”، في حين بينت الشركة أن “أجور التركيب التي تدفع لمرة واحدة هي 2500 ليرة سورية.
وأجمع رواد مواقع التواصل الاجتماعي على ضرورة منح وزارة الاتصالات جائزة للعام المنصرم، حيث قرروا منحها جائزة أبطا انترنت في العالم، لا سيما بعد أن أضحت تبريرات السورية للاتصالات موضع سخرية السوريين، الذين دعوا كل من وزارة الاتصالات والشركة السورية للاتصالات لاتخاذ السلحفاة شعاراً لها للدلالة على سرعة الانترنت وجودته في سوريا.