اوضح مستثمرون ومختصون لـ«الشرق الاوسط» امس، ان السعوديين الذين توجهوا الي اسواق العملات خلال اجازه العيد يعشقون «المضاربه» في الاسواق الماليه، مبينين انهم يستهدفون تحقيق ارباح قد تصل الي ما نسبته 15 في المائه خلال 7 ايام تداول مقبله.
وقال عايض العتيق، وهو «مضارب» في اسواق المال والعملات، لـ«الشرق الاوسط» امس «توقف سوق الاسهم السعودية عن التداول خلال هذه الايام دفعني للاتجاه الي سوق العملات العالميه، واتوقع انني ساجني ارباحا تتراوح بين 10 و15 في المائه خلال الايام القليله المقبله».
وارجع العتيق توقعاته بتحقيق الربحيه الي اعتماده علي المؤشرات الفنيه، مشيرا الي انه لا يمارس اي نشاط عملي في السعوديه، باستثناء المضاربه اللحظيه في اسهم الشركات المدرجه في السوق الماليه المحليه في البلاد. واشار العتيق الي ان المضاربه في اسواق العملات العالميه محفوفه بالمخاطر، وقال «انصح من لا يجيد فن المضاربه بالا يقوم بالاتجاه الي هذه الاسواق، فالمخاطره عاليه جدا، والربح امر وارد، كما ان الخساره وارده جدا بطبيعه الحال».
وقدّر العتيق حجم المبالغ التي سيضخها المضاربون السعوديون في سوق العملات العالميه خلال الايام الحاليه بنحو 375 مليون ريال (100 مليون دولار)، مشيرا الي ان معظم هذه السيوله تستهدف المضاربات اللحظيه في اسواق العملات العالميه.
من جهته، اكد سالم باعجاجه، الخبير الاقتصادي واستاذ المحاسبه في جامعة الطائف، ان المضاربين المحترفين هم من سيسعون الي ضخ جزء من سيولتهم النقديه في اسواق العملات والمعادن العالميه للمضاربه، مشيرا الي ان هذا الاجراء متوقع في ظل بوادر انفراج الازمه الاقتصاديه الاميركيه.
وتوقع باعجاجه ان تصل نسبه الربحيه خلال الايام القليله الحاليه لمحافظ المستثمرين السعوديين الي 10 في المائه، مشيرا الي انه لا يوجد اي مستثمر يضخ اكثر من 25 في المائه من سيولته في تلك الاسواق بسبب ارتفاع نسبه المخاطره فيها. وتوقع استاذ المحاسبه في جامعه الطائف عوده السيوله النقديه من جديد الي تعاملات السوق المحليه عقب اجازه العيد، مضيفا «اتوقع ان تستمر سوق الاسهم المحليه في تحقيق المكاسب خلال الربع الاخير من هذا العام، في حال تحسن الاداء التشغيلي للشركات في نتائج الربع الثالث»، مؤكدا علي ان المضاربين المحترفين يعلمون جيدا ً اوقات الدخول الملائمه في جميع الاحوال».
وكان الامير سيف الاسلام بن سعود، رئيس شركه «الاوسط للاستشارات الاقتصاديه»، دع القائمين علي مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما»، الي اطلاق حزمه من الضوابط المنظمه لتداول العملات والمعادن الثمينه حفظا لاموال المستثمر السعودي الذي يعد من المستثمرين الاعلي سيوله في هذه السوق. واوضح الامير سيف الاسلام بن سعود في تصريحات للصحافيين علي هامش افتتاح الملتقى الارشادي الثاني لاسواق العملات والنفط والذهب بجده، في مايو الماضي، قائلا «من المهم ان تضع مؤسسه النقد (ساما) ضوابط وانظمه وقوانين لفتح مثل هذه الشركات، لان التداول عبر الانترنت والشبكات متاح للجميع».
واشار رئيس شركه «الاوسط للاستشارات الاقتصاديه» الي ان «هناك اقبالا علي هذه السوق من المستثمر السعودي، لكن هناك فكره خاطئه لديه، فهو للاسف يري ان الاسواق دائما ربح وفوز، وهذا امر غير صائب، فمثلا سوق الاسهم السعوديه فيها مخاطر عاليه وفيها ايضا مكاسب، وهذا ما ينطبق ايضا علي سوق العملات والذهب والنفط، فالمستثمر السعودي ناشئ علي هذه الاسواق، والملتقي فرصه لتثقيفه وارشاده بالطرق الصحيحه للتداول التي تجلب له المكاسب وتمنع تعرضه قدر الامكان للمخاطر».
واشار الامير سيف الاسلام الي ان الانتكاسه التي تعرضت لها سوق الاسهم السعوديه قبل عده اعوام جعلت الكثير من المستثمرين السعوديين يتجهون لاستثمار اموالهم في اسواق العملات، الا ان مستثمري دبي تميزوا عنهم بالاستثمار ايضا في اسواق الذهب والنفط، وهو امر يجب ان يفعل مثله المستثمرون السعوديون ايضا.