يعرف الملياردير جورج سوروس بلقب الرجل الذي تسبب في إفلاس بنك إنجلترا. وهو الآن يراهن على أكبر ناد لكرة القدم في المملكة المتحدة، مانشستر يونايتد، ويكشف عن إستثماره في حصة كبيرة في نادي كرة القدم الأسطوري.
حسب بيانات هيئة تنظيم سوق المال الأمريكية، كشف سوروس عن شرائه حصة في نادي كرة القدم البريطاني بنسبة 7.85٪، أي ما يعادل 3.1 مليون سهم من الفئة A. وقام الملياردير المستثمر بشراء أسهم النادي من خلال شركته (الصندوق الاستثماري لسوروس - Soros Fund Management)، وسيقوم بالاحتفاظ بها في شركة (غوانتم فند - Quantum Fund).
على الرغم من التاريخ الحافل للنادي في تحقيق الإنتصارات على أرض الملاعب، الإ أن أداء أسهم مانشستر يونايتد كان الأسوأ منذ طرح أسهمه للإكتتاب العام قبل عشرة أيام. وحسبما ذكر زميلي كريس سميث من خلال الإكتتابات الأولية العامة المتوقعة على نطاق واسع، فإن النادي الأسطوري قام ببيع 16.6 مليون سهم من الفئة A مقابل 14 دولار للسهم الواحد، ما زاد حوالي 233 مليون دولار قبل تسديد الديون.
جاء هذا الاستثمار على شكل رهان مفاجئ بالنسبة لأكثر الشخصيات البارزة في سوق العملات أمثال سوروس. لم تدر أسهم نادي مانشستر يونايتد أية أرباح، وبشكل جوهري فهي لا تحمل قوة تصويتية. بعد المرافعات الحادة التي قدمها أمناء الاكتتاب في يومهم الأول في بورصة نيويورك للأوراق المالية، فإن سعر السهم إنخفض بنسبة 6.7٪ ليصل إلى 13.06 دولار في نهاية جلسة التداول يوم الاثنين.
يتربع نادي مانشستر يونايتد على قمة قائمتنا لأغلى الأندية الرياضية ثمنا في العالم، والذي يقدر بـ 2.23 مليار دولار. ولكن، حسب مايك أوزانين، محرر مجلة فوربس قسم الرياضة والمال، فإن الإكتتاب الأولي العام الأخير سيستفيد منه المالكون أكثر من الفريق نفسه. سيذهب نصف المبلغ تقريبا لعائلة مالكولم غليزر، والتي تسيطر على النادي منذ العام 2004، كما ستحتفظ بصلاحيات الإدارة المطلقة.
في حين لم يحقق نادي كرة القدم الأسطوري أية إنتصارات بارزة خلال الموسم الماضي، وذلك بخسارته أمام منافسه مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز وفشله في التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا، الإ أن نادي مانشستر يونايتد يمتاز بقاعدة جماهيرية على مستوى العالم تصل إلى 659 مليون مشجع وبإيرادات تقدر قيمتها بـ 532 مليون دولار في العام الماضي. وللنادي أيضا حضور بارز في وسائل الإعلام الآسيوية، وهو من بين أنجح النوادي تاريخيا.
على الرغم من خضوع الأسهم للعديد من الإكتتابات الأولية العامة على مدى الاثني عشر شهرا الماضية. الإ أن أسهم فيسبوك، على سبيل المثال، شهدت إنخفاضا لما دون 20 دولار للسهم الواحد، بهبوط بلغت نسبته 50٪ عن قيمة أسهمها عند الإكتتاب العام. أما زنغا، والتي طرحت أسهمها للإكتتاب العام في أواخر العام الماضي، فقد انخفضت قيمتها بنحو 70٪، في حين خسر غروبون أكثر من 80٪ من سعر السهم منذ اكتتابه الأولي العام.
في الوقت نفسه، كان أداء الشركات، التي كانت أكثر إسهاماتها في مجال الرياضة، جيدا خلال العام الماضي. حيث إرتفعت نسبة أسهم شركة (نايكي - Nike)، والتي تقوم بتصنيع قمصان نادي مانشستر يونايتد، إلى أكثر من 20٪ على مدى الاثني عشر شهرا الماضية، في حين حققت شركة (فوت لوكر - Foot Locker) أرباحا تقريبية تقدر نسبتها بـ 93٪.
ربما يشكل رهان سوروس مفاجأة للبعض، ولكن المستثمر المليارديري أصبح شخصية بارزة عن طريق اتباع حدسه. في العام 1992، حقق سوروس ربحا صافيا قدره 1 مليار دولار ناتج عن المضاربات في عملة الجنيه الاسترليني، وبعد سنوات لاحقة ضاعف استثماراته في الذهب، على الرغم من وصفه للذهب بـ "الفقاعة الكبرى". يضيف سوروس، من خلال نادي مانشستر يونايتد، استثمارا جديدا لمحفظته بعكس اتجاه المستثمرين الآخرين.
المصدر: فوربس الشرق الاوسط