في الوقت الذي بدأت فيه أسعار الفروج بالتراجع جزئياً نتيجة ذبح أفواج جديدة من الدجاج البياض، قفزت أسعار البيض (غذاء الفقراء) إلى مستوى غير مسبوق وذلك بوصول سعر الصحن الواحد إلى 200 ل.س وبشكل يعادل ضعف سعره قبل ثلاثة أشهر بإدلب فيما شهدت أسعاره ارتفاعاً بدمشق وصلت إلى 205 ليرات.. حيث شهدت الأشهر (الرابع والخامس والسادس) من هذا العام ارتفاعاً كبيراً بأسعار الأعلاف المستوردة وذلك في ظل الأزمة الأمنية الراهنة، حيث ترافق ذلك بانخفاض أسعار البيض وظهور إصابات مرضية (نيوكاسيل الدجاج) نتيجة تغير الظروف الجوية خلال الشهر الجاري والتي يخشى من انتشارها إلى قطعان أخرى.. وهذا ما أدى إلى قيام عدد من أصحاب المداجن بذبح أعداد كبيرة من قطعان الدواجن.. ومن ثم حصول نقص كبير في إنتاج البيض بلغ ذروته خلال الشهر الجاري ما أحدث خللاً كبيراً في معادلة العرض والطلب ومن ثم حدث ارتفاع كبير بأسعار البيض.
أما فيما يتعلق بالإجراءات الحكومية المتعلقة بوقف ارتفاع أسعار البيض، فقد نقلت صحيفة الوطن عن مصادر في قطاع الدواجن أن الحكومة قررت تخفيض نسبة تصدير البيض إلى العراق (المستورد الرئيسي للبيض السوري) إلى النصف، حيث إن البيض المرغوب فيه للتصدير الخارجي هو البيض الأحمر، أما الأبيض فهو المرغوب فيه محلياً، وبينت تلك المصادر أن هناك منافسة خارجية بدأت بالظهور للبيض السوري في العراق خاصة من البيض التركي والأوكراني.. على حين ما زال يؤخذ على البيض السوري عدم إعداده للتصدير الخارجي بشكل منافس من فرز وتوضيب وختم تاريخ الإنتاج وأحجام متساوية.. وبينت تلك المصادر أن هناك شركات عالمية تهيئ المستلزمات المطلوبة للمداجن وتحقق الكفاءة الإنتاجية.. على حين ما زالت عملية إنتاج البيض في سورية تتم بشكل إفرادي ومن دون تخطيط جماعي مسبق يكفل نجاح عملية الإنتاج والتسويق المحلي والتصدير الخارجي، لهذا فإن المنافسة الخارجية ما زالت تؤثر على اقتصادية البيض السوري.. على حين ما زالت تلعب الأزمات الاقتصادية والسياسية والمناخية دورها في ارتفاع أو انخفاض أسعاره.