وصل عدد الأشجار المزروعة في محافظة إدلب إلى 1,7 مليون شجرة بزيادة على العامين الماضيين بحدود 200 ألف شجرة عبر مساحة مقدارها 10622 هكتاراً المثمر منها 1,5 مليون شجرة منها 128 ألف شجرة مروية ضمن مساحة مقدارها 900 هكتار مروي وقد بلغت تقديرات الإنتاج لهذا العام 26 ألف طن.
ويعتبر الفستق الحلبي شجيرة بطيئة النمو معمرة حوالى 700-1500 سنة منفصلة الجنس متساقطة الأوراق يصل ارتفاعها إلى 9 أمتار تعطي جذعاً كبيراً بتقدم العمر للفستق ولها جذور قوية تمتد في الأرض إلى أعماق بعيدة للبحث عن الرطوبة والغذاء, وهذا ما يجعلها تعيش في أراض وبيئات لا تستطيع غيرها من الأشجار المثمرة تحملها والأزهار تظهر على الأغصان عمرها سنتان ويكون التزهير في نهاية آذار والثمرة بيضوية قابلة للانفتاح يحيط بها غلاف خارجي أخضر محمر أو أحمر قرمزي ومن غلاف متوسط لبي تظهر عليه حلمتان في الثمار المذكرة ومن غلاف داخلي متخشب سميك أملس يتفتح أحياناً عند النضج وهو متناظر الشكل أحياناً وفي داخل الغلاف الخشبي بذرة مكونة من فلقتين ضخمتين غنية بالزيت صفراء اللون حتى الأخضر الغامق ويوجد في سورية حوالى 15 صنفاً من الفستق الحلبي والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات تبعاً لنوعية الثمار (عالية الجودة, متوسطة الجودة, منخفضة الجودة) ويلاحظ أن الفستق الحلبي العاشوري يشكل 85% من مجمل المساحة المزروعة في سورية يليه العليمي ـأحمر والباتوري أبيض بنسبة 5% والأصناف الباقية 5% فقط وهي (ناب الجمل- عنتابي- جلب أحمر- عجمي- قراحي أبو ريحا- بطمي- لازوردي- زعروري- بياضي- بيض الطير) وقد تم التركيز بشكل خاص على 3 أصناف تجارية مهمة هي عاشوري وعليمي أحمر وباتوري أبيض وذلك من حيث الإزهار وموعده والعناقيد الزهرية والعوامل المؤثرة على الإنتاج مثل تساقط الثمار- نسبة الثمار الفارغة- ونسبة الثمار الناضجة بالإضافة إلى مواصفات شكلية أخرى للثمار.
المهندس الزراعي فيصل علولو مدير مدرسة الفستق الحلبي في بلدة التمانعة قال:
إن موسم هذا العام كان مميزاً عن الأعوام السابقة بالنسبة لكميات الإنتاج ونوعيتها التي تخلو من الأمراض والآفات وقد ساعدت الظروف الجوية على زيادة إنتاج هذا المحصول علماً بأن الخدمات المقدمة خلال هذا العام تقل عن سابقتها في الأعوام الماضي لكن الإنتاج فاق التوقعات في معظم الأماكن المزروع فيها وإن أشجار الفستق تتركز زراعتها في منطقة خان شيخون وما حولها, وقد ازداد الاهتمام بهذه الشجرة في السنوات الماضية نظراً لمردوديتها وأخذها المراكز المتقدمة في صادرات المحافظة حيث وصلت في العام الماضية إلى 134 مليون ليرة وقد اتسعت رقعة المساحة المزروعة على حساب شجرة الزيتون التي قلّ الاهتمام بها.
التاجر عبد الحميد كيال قال: من خلال عملنا بهذا المحصول لوحظ بأن موسم هذا العام جيد من حيث الكمية والنوعية وقد تراوحت الأسعار بين 100-170 ليرة أجرة لكن التكلفة هذا العام زادت بل تضاعفت عن الأعوام السابقة حيث ارتفعت أجرة اليد العاملة وهي قليلة أيضاً كما أن عملية نقل المحصول تضاعفت بالإضافة إلى ازدياد تكلفة عمليات القشر والتكسير لاستخراج اللب لتصبح بحدود 16 ليرة لكل كيلو فستق وكانت في الأعوام السابقة بحدود 7 ليرات ويتم تسويق محصول الفستق الحلبي إلى السوق الرئيسي في بلدة مورك التابعة لمحافظة حماة والسوق الرئيسي أيضاً في مدينة حلب, وخلال هذا العام ظهر سوق جديد في بلدة التمانعة بإدلب.
المزارع عدنان اليوسف قال خلال هذا العام كان الموسم جيداً لكن التكلفة ارتفعت وتضاعفت من خلال عمليات المتابعة لهذا المحصول من الفلاحة حتى جني المحصول مروراً بقلة الوقود «المازوت» من أجل إعطاء الأشجار رية داعمة وعمليات الفلاحة المستمرة وكانت هناك صعوبة بالغة في إيجاد اليد العاملة من أجل جني المحصول.