أدرج مجلس الوزراء على جدول أعماله مشروع مرسوم إحداث صندوق لدعم السخانات الشمسية لأغراض تسخين المياه في المنازل وذلك انطلاقاً من تعليمات الحكومة بضرورة ترشيد استهلاك الطاقة من كهرباء ومازوت وانعكاساته الإيجابية على الدولة والمواطن من الناحيتين الاقتصادية والبيئية.
وعلمت تشرين من مصادر مطلعة أن مشروع المرسوم المزمع إصداره جاء بناء على ارتفاع أسعار الوقود (المازوت) وتكاليف إنتاج الكهرباء وبالأسعار العالمية الأمر الذي من الممكن أن يعزز المشروع المقترح نظراً لمدى أهميته وجدواه الاقتصادية.
وأكدت المصادر ذاتها أن لجنة الطاقة والموارد أكدت على ضرورة إعادة النظر بالدراسة المعدة من قبل وزارة الكهرباء حول هيكلة تعرفة مبيع الطاقة الكهربائية وتحفيز ترشيد الاستهلاك وإحداث صندوق لدعم السخانات الشمسية والذي تمت الموافقة عليه وتكليف المركز الوطني لبحوث الطاقة بإعداد دراسة واسعة وشاملة حول الموضوع المطروح.
وبالنظر لأهمية إحداث مشروع كهذا في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الوقود والكهرباء يعد من أولويات عمل الحكومة ليصار إلى إقراره بما يحقق التوازن في الأسعار والطلب على حوامل الطاقة مع اقتراح آلية الدعم المناسبة والعادلة والمشجعة على رفع الكفاءة والتوسع في استخدام الطاقات المتجددة مع دراسة إمكانية إحداث صندوق أو صناديق تمول المشروع من عائدات الدعم الناجمة عن إعادة هيكلة أسعار حوامل الطاقة من مشتقات نفطية وغاز وكهرباء...
وأكدت المصادر أن القطاع المنزلي أكثر القطاعات المستهلكة للمياه الساخنة حيث تشير الإحصاءات إلى أن عدد الأسر السورية يصل حالياً إلى 4.5 ملايين أسرة مع العلم أن عدد أجهزة تسخين مياه الطاقة الشمسية لا يتجاوز 250 ألف جهاز حالياً مركبة على أسطح المنازل ووفق مؤشرات النمو السكاني الحالية من المتوقع أن يصل عدد الأسر عام 2030 إلى 6 ملايين أسرة تقريباً وتخطط وزارة الكهرباء للوصول إلى ما لا يقل عن 4.5 ملايين جهاز سخان شمسي.
وحول الهدف من المشروع ذكرت المصادر أن إحداث صندوق أو حساب خاص لدعم السخان الشمسي لدى وزارة الكهرباء لتقديم دعم مالي يعادل 50% من قيمة كل سخان شمسي يركب لدى مشتركي الكهرباء الراغبين بذلك وبسقف قدره 20 ألف ليرة لكل نظام شمسي منزلي مكافئ وبعدد إجمالي قدره 100 ألف نظام (لعائلة متوسط عدد أفرادها من 5-6 أشخاص).
وأشار المصدر إلى أن هذا المشروع سيطبق اعتباراً من مطلع العام القادم وقد يستمر حتى عام 2014 أو 2015.
وبالأرقام ذكرت الدراسة أن الطاقة المنتجة من جهاز تسخين المياه بالطاقة الشمسية تصل إلى 1542ك.وس سنوياً وأن هناك وفراً بالمازوت على مدى عمر استخدام السخان الشمسي والمقدر 20 سنة بالمقارنة مع السخان العامل بالمازوت تصل إلى 6160 ليتر مازوت إضافة إلى تحقيق وفر بالكهرباء أيضاً على مدى عمر السخان الشمسي وبالمقارنة مع السخان العامل بالكهرباء يصل إلى 36280 ك.و.س ناهيك عن الوفر المالي الحاصل جراء تركيب 100 ألف جهاز سخان شمسي على مدى 20 سنة وبالمقارنة مع السخان العامل على المازوت تصل إلى 16.5 مليار ليرة, إضافة إلى وفر مالي يصل إلى 29 مليار ليرة سورية جراء تركيب 100 ألف جهاز سخان شمسي بالمقارنة مع السخان العامل بالطاقة الكهربائية.
وبناء على ذلك فإن تبني الحكومة لمشروع دعم أجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية بتقديم 50% من قيمة السخان الشمسي للمواطن بما لايتجاوز مبلغ 20 ألف ليرة يعتبر مشروعاً استثمارياً ورابحاً من الناحية الاقتصادية وبالنسبة للحكومة والمواطن وباعتبار أن 90% من السخانات المنزلية تعمل على الكهرباء و10% تعمل على المازوت فإن الوفر المالي المقدر من تركيب جهاز وعلى مدى عمر السخان الشمسي 35 مليار ليرة.