أغلقت مؤشرات الأسواق العالمية على انخفاض في ختام تداولات شهدت أسوأ أداء أسبوعي منذ 4 أشهر. وقادت التراجع اسهم شركات الخدمات المالية إذ إن نتائج أعمال ويلز فارجو وجيه.بي. مورجان أذكت المخاوف بشأن تقلص هوامش أرباح البنوك الكبرى. وهبط سهم كل من جيه.بي مورجان وويلز فارجو بعد إعلان نتائجهما الفصلية بالرغم من أن جيه.بي مورجان سجل أرباحا قياسية. وسجلت المؤشرات الرئيسية في آسيا وأوروبا وأميركا تراجعات جماعية مع طغيان حالة عدم اليقين في الأوساط الاستثمارية العالمية.
المؤشرات الامريكية:
في أميركا تراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقاً 4.25 نقطة أو 0.30 بالمئة إلى 1428.59 نقطة. ونزل مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 5.30 نقاط أو 0.17 بالمئة إلى 3044.11 نقطة. وفي المقابل وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى عند الإغلاق 2.46 نقطة أو 0.02 بالمئة إلى 13328.85 نقطة.
وكان يوم الخميس أفضل حالاً حيث ارتفع داو جونز 61.29 نقطة أو 0.46 بالمئة إلى 13406.26 نقاط. وزاد ستاندرد اند بورز 8.44 نقاط أو 0.59 بالمئة إلى 1441 نقطة. وتقدم ناسداك 23.22 نقطة أو 0.76 بالمئة إلى 3075 نقطة. وفي أول أيام تداولات الأسبوع تراجعت الأسهم الأميركية في تعاملات هزيلة مبتعدة عن أعلى مستوياتها في خمسة أعوام التي سجلتها في الآونة الأخيرة.
مؤشرات أوروبا:
واختتمت الأسهم الأوروبية الرائدة الأسبوع على هبوط إذ إن خسائر أسهم شركات السلع الأولية فاقت مكاسب اسهم شركات الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية، حيث أضعفت المخاوف بشأن النمو من اقبال المستثمرين على المخاطرة. وبنهاية التعامل في البورصات الأوروبية انخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 5.47 نقاط أو 0.5 بالمئة إلى 1093.33 نقطة.
وهبط المؤشر 1.5 بالمئة منذ بداية الأسبوع حتى الآن بفعل المخاوف بشأن نتائج أعمال الشركات لكن محللين يستبعدون انخفاض السوق بشدة ويتوقعون أن تواصل التحرك في نطاق محدود. وهبطت اسعار أسهم كازاخميس وانجلو امريكان 4.1 في المئة و1.7 في المئة على الترتيب.
والسهمان من أكثر الأسهم تفضيلا لدى كريدي سويس في قطاع السلع الأولية. وهوت اسهم انتوفاجاستا 3.6 في المئة بعد ان خفضت مؤسسة اتش.اس.بي.سي التصنيف الائتماني للشركة. وفي أنحاء أوروبا هبطت مؤشرات فاينانشال تايمز 100 البريطاني عند الإغلاق 0.5 بالمئة وكاك 40 الفرنسي 0.6 بالمئة وداكس الألماني 0.6 بالمئة.
وحققت الأسهم الأوروبية مكاسب محدودة في جلسة الخميس حيث ارتفع يوروفرست 0.7 بالمئة إلى 1097.08 نقطة. وساعد ارتفاع أسهم كارفور الفرنسية لتجارة التجزئة وبيربري البريطانية للسلع الفاخرة مؤشر فاينانشال تايمز على التعافي.
المؤشرات الآسيوية:
يابانياً أغلق مؤشر نيكاي الياباني أدنى إغلاق له في أكثر من شهرين لليوم الثاني على التوالي مع هبوط سهم سوفت بنك كورب بنسبة 17 في المئة بعد أن قالت: إنها تجري محادثات للاستثمار في شركة سبرينت نكستل الأميركية. لكن الخسائر كانت محدودة بفضل صعود أسهم الشركات المصدرة مع تراجع سعر الين. وفقد مؤشر نيكاي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 0.2 في المئة ليغلق متراجعاً للجلسة الخامسة على التوالي.
وخلال الأسبوع بأكمله هبط المؤشر 3.7 بالمئة مسجلًا أكبر انخفاض منذ مايو ورابع خسارة أسبوعية على التوالي. وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.6 في المئة إلى 718.32 نقطة. وجاء الانخفاض على خلفية تراجع سجلته الأسهم اليابانية في جلسة الخميس.
وسجل نيكاي أدنى إغلاق في أكثر من شهرين وسط مخاوف متزايدة من أن تأتي النتائج الفصلية المرتقبة للشركات ضعيفة بعد بداية قاتمة لموسم النتائج الأمريكي. وانخفض نيكاي 0.6 بالمئة إلى 8546.78 نقطة متراجعاً للجلسة الثالثة على التوالي بينما تراجع توبكس 0.4 بالمئة.
وفي بداية الأسبوع أسهمت التوترات بينها واليابان بشأن الجزر في تعميق خسائر بورصة طوكيو. وتراجعت أسهم شركات التصدير وبخاصة تلك التي تصدر إلى الصين مثل شركة معدات التشييد الثقيلة كوماتسو، وشركة فانكو كورب لصناعة معدات الإنسان الآلي التي تراجع سهمها بنسبة 1.55%. وتراجع سهم هوندا موتور 2.5% وسهم نيسان موتور بنسبة 1.94% وسهم تويوتا موتور بنسبة 1.48% .
وذلك في أعقاب تقرير صحيفة "نيكاي" الاقتصادية اليابانية عن اعتزام شركات صناعة السيارات اليابانية الكبرى خفض إنتاجها في الصين حالياً بسبب تراجع مبيعاتها مع تزايد السخط الشعبي في الصين ضد اليابان بسبب سيطرة الأخيرة على عدد من الجزر المتنازع عليها بين الدولتين في بحر الصين الشرقي.
السندات الاسبانية:
ارتفع سعر الفائدة على سندات الخزانة الأسبانية يوم الخميس في أعقاب إعلان مؤسسة ستاندرد أند بوزر للتصنيف الائتماني خفض تصنيف أسبانيا. وبلغ العائد على السندات الأسبانية ذات العشر سنوات 5.86% مقابل 5.82% في الجلسة السابقة. وارتفع الفارق بين الفائدة على السندات الأسبانية والفائدة على السندات الألمانية باعتبارها السندات القياسية في منطقة اليورو إلى 4.41 نقاط مئوية.
وكانت مؤسسة ستاندرد أند بوزر قد خفضت تصنيف السندات الأسبانية بمقدار درجتين من بي بي بي موجب إلى بي بي بي سالب مع توقعات سلبية للمستقبل وهو ما يعني إمكانية خفض التصنيف مرة أخرى خلال الشهور المقبلة. والتصنيف الحالي للسندات الأسبانية يبعد بمقدار خطوة واحدة عن تصنيف عالي المخاطر. واستندت مؤسسة ستاندرد أند بوزر في قرار خفض التصنيف إلى اشتداد حدة الركود الاقتصادي في أسبانيا بما يحد من قدرة الحكومة على التفاوض.
كما أن ارتفاع معدل البطالة واستمرار خفض الأجور سيؤدي إلى اضطرابات اجتماعية ويزيد التوتر بين الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم في أسبانيا. وذكرت مؤسسة التصنيف الائتماني أن التطورات في منطقة اليورو ساهمت في قرار خفض التصنيف الائتماني.