
لم يعد بالإمكان إلقاء نظرة واحدة على دمشق من على جبل قاسيون بالمجان، بعد أن قام بعض الأشخاص، الذين يطلقون على أنفسهم لقب "مستثمري الجبل"، باستثمار الأماكن العامة هناك، مستغلين كلّ شبر من الطريق لمصلحتهم الخاصة..
فوصل بهم الأمر إلى حدّ تأجير الطاولة الواحدة بـ 1000 ليرة سورية، بالإضافة إلى أنّ سعر أبسط مشروب شعبيّ هناك لن يقلّ أبداً عن 150 ليرة، إلى جانب ما يقرّر صاحب المطعم تقديمه إلى الزبائن من «ضيافة» مدفوعة الثمن دون إذن أو دستور..
أصحاب هذه الاستثمارات - كما يسمون أنفسهم – قالوا لصحيفة بلدنا: "حصلنا على تراخيص نظامية من المحافظة لاستثمار هذا الطريق مقابل مبلغ يتجاوز المليون ونصف المليون للعام الواحد»، ودون أن يبرزوا ما يؤكّد صحة ما ذهبوا إليه أو ينفيه، في حين نفت المحافظة هذا الكلام جملة وتفصيلاً، ورفضت الاعتراف بشرعيّة كلّ هذه الاستراحات.
بل اعتبرتها مخالفة للقانون وتستوجب الإزالة، وهذا ما أكده عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق فيصل سرور، مضيفاً: "هناك ثلاث استراحات فقط هي التي تعترف المحافظة بشرعيّة وجودها، أما بالنسبة إلى بقية الاستراحات التي قام بعض الأشخاص باستثمارها دون استشارة المحافظة، فهي مخالفة وستتمّ إزالتها ابتداء من اليوم، وسيكون بإمكان المواطن السوري الجلوس على جبل قاسيون دون أيّ عبء مالي".
ويوضح عضو المكتب التنفيذي أنّ "المحافظة منذ العام 2007 قامت بدراسة خاصة حول المنشآت السياحية المقامة على جبل قاسيون، حيث سيتمّ العمل عليها وتنظيمها هذا العام حتى لا يكون هناك استغلال للمواطنين من قبل أصحاب هذه المنشآت".
مشيراً إلى أنّ الاستراحات المستثمرة والمرخصة من قبل المحافظة كان من المفترض أن تُزال منذ فترة قريبة ولكن تمّ التمديد لها حتى تنتهي الدراسة المتعلقة بجبل قاسيون بالكامل".