تقلبات شديدة شهدتها الأسواق النقدية السورية في الأسبوع الأخير وبالتحديد ما يتعلق منها بأسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الليرة السورية، تمثلت بقفزات نوعية لسعر صرف الدولار وصلت إلى حدود 15 ليرة سورية في أسبوع واحد، ليعاود انخفاضه بمقدار نصف الارتفاع، ليبقى في إطار الثمانينيات من الليرات السورية، بعد أن كان في حدود سبعينياتها.
مصدر مصرفي واقتصادي مطلع على أحوال السوق قال في تصريح خاص لـ«الوطن» عن أحوال السوق خلال الأسبوع الحالي: إن مصرف سورية المركزي رفع سعر البيع بشكل متواتر بعد أن سمح ببيع ألف دولار أو يورو لتلبية الحاجات الشخصية، وفتح وديعة ادخارية لشراء خمسة آلاف دولار أو يورو، لجهة رفع السعر كل يومين بمقدار 10-15-20 قرشاً، وهذا الارتفاع المتواتر والمتصاعد للسعر خلال الأيام العشرين الماضية، أعطى مؤشراً أن سعر الدولار يرتفع حتى في نشرة سعر الصرف الصادرة عن المركزي صاحب الولاية بالتدخل في السوق، أضف إلى ذلك أن فترة وجود حاكم المصرف المركزي خارج سورية لشأن يتعلق بالقطاع النقدي، شهدت تعطلاً وتوقفاً جزئياً لتدخل المركزي في الأسواق، ومجرد إشاعة توقف المركزي عن التدخل أعطى المبادرة لمضاربي السوق السوداء برفع السعر.
ويضيف المصدر: إن الأسبوع الحالي وما قبله، شهد تصعيداً في وتيرة الأعمال العدائية ضد سورية على المستويين السياسي والأمني، ما لعب دوراً في تحريك العامل النفسي للمواطن بشكل سلبي نسبياً، يضاف إلى ذلك أن تجار ومضاربي السوق السوداء، بدؤوا يتقنون اللعبة ويصبحون أكثر احترافاً، ومع إصدار القرارات وتعديلها، أصبحت الفعالية الأولى في السوق للمضاربين والتجار.
ويشير المصدر إلى أن غياب الرقابة والضوابط الفعالة، جعل العوامل السلبية في السوق تصل إلى مداها الأقصى من الفعالية، ما اضطر مجلس الوزراء للاجتماع والتدخل بعد استقراء واقع السوق، من خلال توجيهات وقرارات، أحس أرباب السوق السوداء من خلالها أن تدخلاً حاسماً سيحدث وبرعاية من مجلس الوزراء، فانخفض سعر الصرف إلى الحدود التي كانت سائدة بين 80-81 ليرة سورية قبل الارتفاع الجنوني في سعر الصرف، في حين كان السعر يوم الأربعاء الماضي قبل عطلة رأس السنة الهجرية 88 ليرة للجميع، ولذلك عندما يتباطأ اللاعب الرئيسي في السوق وهو الجهات العامة، ترى المضاربين يفرضون السعر الذي يريدونه وفي هذه المرة كان لهم سعران اثنان، أحدهما حقيقي والثاني وهمي مطروح للتثبيت ومعزز بالإشاعات وبصفقات كلامية غير واقعية ولا يتم إبرامها أصلاً.
أما عن الذهب وأحواله في الأسواق السورية، فقد سجل الذهب من عيار 21 قيراطاً سعر 3900 ليرة سورية للغرام الواحد في حين سجل غرام الذهب 18 قيراطاً سعر 3343 ليرة سورية، وفي تصريح لـ«الوطن» قال رئيس جمعية الصاغة في دمشق وريفها جورج صارجي: إن المبيعات شبه متوقفة وما من إقبال على شراء الذهب من المواطنين، مبيناً أن مبيعات صاغة دمشق شبه متوقفة منذ بضعة أيام.