مازالت مسألة ارتفاع أسعار المواد الغذائية المختلفة تفرض ذاتها في أسواق محافظة الرقة حيث يخيل للمرء وهو يتابع ويقارن بين ما يردده الباعة في المحلات عن أسعار المواد ذاتها بأن سباقاً محموماً يجري بينهم للكسب بأكبر وأكثر مما هو ممكن من أرباح وليس التنافس كما هي العادة على كسب الزبون وهذا ما يقر به أكثر أصحاب هذه المحلات الذين التقيناهم. وإذا ما كان الكثيرون منهم يعتبرون أن ذلك عائد للظروف ويشيرون في أقوالهم إلى المبررات الجاهزة مسبقاً وسلفاً بيد أن الأمر عائد للمصدر من جهة أو للزيادات الكبيرة في أجور النقل أو لارتفاع أسعار صرف الدولار وغير ذلك من مبررات لا تجد إذا ما استثنينا النقل أي ما يبرر فعلاً ذلك.
ولعل الغريب أن تمتد حمى الأسعار نح و الأهم لدى المواطنين من خضراوات وأغذية إذ إن أسعار البطاطا كانت الأكثر زيادة في هذا الأسبوع مقارنة بما سبقها إذ بلغ سعر الكغ منها 40-45 ليرة وهذا ما كان حال أكثر الخضراوات وان تباينت نسب الزيادات في أسعارها إذ إن البندورة سجلت السعر ذاته ما بين 40-45 ليرة فيما وصل سعر الباذنجان بين 50-70 ليرة وسعر الكوسا ما بين 60-75 ليرة والخيار ما بين 50-60 ليرة والفاصولياء التي تقل كثيراً في الأسواق قاربت سقف الـ100 ليرة عند من تجدها لديه. أما بالنسبة للفواكه فلم تسلم من هذه الحمى إذ ازدادت بمعدل 10إلى 20% عن أسعارها في الأسبوع الماضي حيث بلغت أسعار التفاح ما بين 60-90 ليرة حسب نوعه ومن الحمضيات وهي الكرمنتينا والبرتقال ما بين 40-60 ليرة والموز ما بين 110 و125 ليرة وحافظت أسعار اللحوم على معدلات الأسبوع الماضي حيث تراوحت أسعار الكغ من الفروج المذبوح ما بين 260و270 ليرة بينما تراوحت أسعار لحم الخروف بين 650-800 ليرة ويزداد السعر وفق كمية الدهن في كمية اللحوم المباعة بينما يتراوح سعر لحم الغنم (إناث) ما بين (600) و (650) ليرة قابل للزيادة وفق كمية الدهن فيه ولم يتوقف انعكاس هذه الأسعار على الأسر التي أصبحت تستغني كثيراً عنه إذ يبلغ معدل سعر أي فروج واحد بحدود 450 إلى 500 ليرة بما يعنيه ذلك بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود بل امتد لمن يجبر تحت أي ظرف لشراء اللحوم المشوية إذ إن سعر الفروج المشوي هو بحدود 600 ليرة ولحم الغنم المشوي أصبح بحدود 1000 ليرة.
أما بالنسبة للبيض فقد استمرت أسعاره على معدلاتها حيث يتراوح سعر الطبق الواحد منه بين 260-290 ليرة مع ملاحظة عدم الالتزام بالوزن المحدد للطبق في الأغلب بينما لم تتراجع بعد أسعار الحليب والألبان والأجبان إذ إن سعر الكغ من حليب البقر يتراوح ما بين 35-45 ليرة ولبن الغنم ما بين 135و150 ليرة ولبن البقر ما بين 60و75 ليرة بينما سعر الكغ من جبن الغنم المصنعة فهو يتراوح ما بين 350 و 400 ليرة.
والسكر الوحيد الذي حافظ على سعره مقارنة بالأسبوع الماضي فهو يتراوح مابين 90 و 100 ليرة فيما استمر الارتفاع في أسعار المواد الغذائية الأخرى وإن كان ذلك بنسب قليلة مقارنة بأسعارها في الأسبوع الماضي إذ بلغ معدل سعر الكغ الواحد من الزيت النباتي بين 155و240 ليرة وفقاً لنوعه وبلغ سعر زيت فول الصويا وسطياً بين 155 و 165 ليرة وسعر زيت عين الشمس بين 165 و 200 ليرة وتراوح سعر زيت الذرة الصفراء بين 200-240 ليرة وزيت الزيتون المعبأ ما بين 250 و300 ليرة حسب نوعه هذا ما ينسحب على أسعار السمنة إذ يتراوح سعر الكغ الواحد النباتي منها بين 165 ليرة و275 ليرة وفقاً أيضاً للنوع والمصدر بينما وصلت بورصة أسعار الرز إلى معدلات غير مسبوقة إذ يبلغ سعر الكغ من الرز من النوع المصري وسطياً بين 90 و110 ليرات ويزيد هذا بالنسبة لسعر الرز من الأنواع الأوروبية والآسيوية لتتراوح ما بين 125و150 ليرة وفقاً لكل نوع منه.
أسعار المعلبات على أنواعها ازدادت وخلال أسبوع واحد ما بين 10% و15% وهو ما يعلله التجار بارتفاع سعر صرف الدولار فيما حافظت أسعار المعكرونة والمنتجات من القمح الأخرى مثل البرغل والشعيرية وغيره على أسعاره العالية السابقة.
كما كانت أسعار المنظفات موضع شكوى للمواطنين في أسواق الرقة إذ إنها هي الأخرى انفلت عقالها وازدادت خلال شهر واحد بمعدل ما بين 20 و30% مع ملاحظة أوزانها والتلاعب بالكمية من المصدر لحجم العبوة ذاته. طبعاً المواطنون في الأغلب ملّوا من الشكوى من الغياب المستمر للرقابة التموينية حول موضوع الأسعار والذي كان يفترض تفعيلها خاصة في هذه الفترة, حيث باتت لديهم القناعة أن احداً ما فيما يسمى حماية المستهلك لن يحمل نفسه عناء التحرك تحت ستار ومبرر الأوضاع القائمة وليكون في المحصلة المتضرر الأكبر هو المواطن من ذوي الدخل المحدود التي تفوق أسعار السوق وسطياً دخله القائم وفق أبسط الدراسات ثلاثة أضعاف, بينما يحصد تجار الازمات ومن يلف لفهم من فاسدين وسيئين أموالاً طائلة تفوق بأرقامها كل التوقعات.