تهدف الإدارة المتكاملة للنفايات التي أنشئت حديثا إلى إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه العالم جراء تزايد النفايات الناجمة عن الزيادة في عدد السكان والتقدم الصناعي والحضاري الكبيرين وتغيير نمط الحياة البشرية عموماً.
وتشير الدكتورة عبير عيسى أستاذة في المعهد المتوسط الهندسي إلى أن إدارة النفايات تهتم بالمشكلات الناجمة عن تزايد النفايات ابتداء من جمعها الى طرق معالجتها بهدف الاستفادة قدر الإمكان من مكوناتها والتخلص من أخطارها على البيئة ومواردها وعلى صحة الإنسان وسلامته.
وترتكز إدارة النفايات على عدة أسس أهمها تقليل إنتاج المخلفات من المصدر عن طريق التفكير جيداً قبل شراء أي سلعة ما إذا كانت هناك حاجة لها واستعمال مواد أقل في تصنيع المنتجات أو مواد تنتج نفايات أقل واستعمال المواد القابلة للتحلل أو الأقل ضرراً على البيئة والحد من المواد المستخدمة في عمليات التعبئة والتغليف وإنتاج واستعمال سلع تدوم لفترة أطول بالإضافة لاستبدال المنتجات التي تستعمل لمرة واحدة بالمنتجات الدائمة الاستعمال والاعتماد على نظام الدورات الزراعية لتقليل الحاجة للأسمدة.
وتشير عيسى بحسب " صحيفة تشرين" إلى أنه يتم التركيز حالياً على إعادة تدوير بعض المخلفات من منطلق أن المخرجات الضائعة أو النفايات الناتجة عن أي نظام إنتاجي أو استهلاكي ما لم يعاد إدخالها إلى النظام نفسه واستعمالها ثانية كمدخلات فإنها سوف تؤدي إلى تلوث البيئة وصحة الانسان.
وتسهم إعادة التدوير في الحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من التلوث حيث تقلل إعادة تصنيع الورق نسبة التلوث بـ 74 بالمئة للهواء و35 بالمئة للماء كما توفر إعادة تصنيع علبة ألمنيوم واحدة طاقة لتشغيل تلفاز لمدة ثلاث ساعات وتقليل الحاجة لإنشاء مدافن جديدة وخلق فرص عمل وزيادة الدخل القومي بتقليل الإنفاق على الخامات المستوردة.
وتابعت: إنه يمكن استخراج الطاقة من النفايات لكون 70-80 بالمئة من هذه النفايات هي مواد عضوية وبالتالي يمكن إنتاج الطاقة منها لأغراض التدفئة والتسخين وتوليد الكهرباء, كما أن الحصول على الطاقة من النفايات يعتبر أحد الأهداف الاقتصادية للدول حيث يحسب ذلك إضافة مهمة للدخل القومي كما أنها تسهم في خفض حجم النفايات الكلي.
وأكدت عيسى أن برامج إعادة التدوير بحاجة إلى إقناع ثم تبنيها كمنهج للتعامل اليومي لضمان تنفيذها بمهنية ناجحة ويتطلب الامر إطلاق برنامج وطني يتعلق بالتدوير يبدأ في المنازل والجامعات والمؤسسات الحكومية والمصانع.. ويشمل إجراء حملات التوعية العامة في مختلف وسائل الإعلام حول مواضيع النظافة.
وتشير عيسى إلى ضرورة تعديل نمط الاستهلاك وتعريف الناس على بعض الأساسيات والعناصر التي تعمل على تقليص حجم النفايات وكيفية فرزها وفصلها والتعامل مع حاويات الفرز وإدراج هذه المادة في المناهج المدرسية والقيام بنشاطات تدريبية وتفعيل دور الاتحادات والجمعيات والمنظمات للمساهمة في هذه الحملة إلى جانب تشجيع القطاع الخاص على إقامة مشاريع في هذا الاطار ووضع برامج منهجية لكل من قطاعات الاقتصاد والصناعة ومؤسسات الدولة ومرافقها وقطاع السكان والمستهلكين للتقليل من النفايات.