تقوم المؤسسة العامة للصناعات النسيجية بالسعي جاهدة لفتح أسواق لمنتجاتها من الغزول وذلك من خلال اتخاذ العديد من الاجراءات وكان آخرها تخفيض أسعار الغزول وما رافقها من تعليمات تنفيذية ساهمت في وضع ضوابط للتعامل مع الأسواق الخارجية والتي تكفل من وجهة نظر المؤسسة إلى تفويت أي فرصة على الزبائن غير المنضبطين على الرغم من قلة عددهم وتحديداً في السوق المصرية التي يتواجد فيها مجموعة كبيرة من الزبائن المستهلكين للغزول السورية.
وأولى النتائج المترتبة على هذا القرار والتعليمات منذ صدوره من نصف شهر وحتى الآن فقد أكدت المؤسسة أن القرار لاقى قبولاً واستحساناً من معظم الزبائن حيث بدأت عروض الشراء ترد إلى شركات الغزل التابعة التي بدورها قامت بتثبيت طلبات تعتبر جيدة وتؤسس إلى تسويق معظم مخزون المؤسسة من الغزول والمؤسسة تعمل حالياً كخلية عمل وعقدت اجتماعات نوعية تهدف إلى التأسيس إلى برنامج عمل واضح المعالم للعام 2013 مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الاستثنائية التي يمر بها القطر وما تفرضه تلك الظروف من واجبات لمواجهة كافة التحديات وما تفرضه من ضرورة ترشيد الانفاق والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة بغية الحصول على أفضل النتائج الممكنة.
وأشارت المؤسسة إلى أن الغزول السورية تلاقي قبولاً جيداً في الأسواق الخارجية التقليدية والجديدة بالرغم من الحملات الدعائية المغرضة التي تحاول الاساءة إلى المنتج السوري لجهة النوعية والكمية بحجة الظروف المحلية الاستثنائية.
وحول آلية تحديد الأسعار للغزول السورية أوضحت المؤسسة أنه درجت العادة خلال السنوات الماضية أن يتم تحديد الأسعار للاسواق الخارجية والداخلية باعتماد حد أدنى لهذه الأسعار بهدف تحفيز الشركات للحصول على أفضل الأسعار بالاعتماد على حجم الطلب ومكان السوق، حيث بينت التجربة السابقة ان الطلبات الصغيرة لمستهلكي الغزول في الدول الأوروبية لا يقفون عند السعر كثيراً وبالتالي يتاح للشركات فرصة للحصول على أسعار أعلى من الحد الأدنى.
أما من حيث المبدأ فإن دراسة الأسعار وبحسب " الثورة" تعتمد على مؤشر الأسعار العالمية مع الأخذ بالحسبان خصوصية الأسواق وخصوصاً في الدول المنتجة للغزول بكميات كبيرة وفي آخر تعديل لأسعار الغزول كانت أسعار الغزول في السوق الهندية تقريباً بتخفيض بمعدل 15 سنتاً عن أسعار الغزول السورية إلا أن الحسومات التي تمنحها المؤسسة للطلبات الكبيرة تعيد التوازن إلى هذه الاسعار وبالتالي نرى كمؤسسة أن هذه الآلية في التسعير تعطي ثمارها بشكل جيد علماً أن دراسة الأسعار تتم بشكل دوري وفقاً للمتغيرات العالمية وما تقتضيه مصلحة شركات الغزل مع الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الزبائن التقليديين في الأسواق الخارجية والداخلية.
وبخصوص أثر مواصفات الغزول السورية على تسويقها أوضحت المؤسسة أن للقطن السوري مواصفات مميزة تعطيه ميزة تنافسية بالقياس للاقطان المنتجة في الدول الأخرى وهذه الميزة استغلتها المؤسسة العامة في السنوات السابقة لجهة الحصول على أسعار أعلى من الأسعار العالمية إلا أن الظروف الحالية وما رافقها من عقوبات اقتصادية وصعوبات في مجال التحويلات المصرفية والنقل البحري أدت إلى عدم امكانية الاستفادة المثلى من هذه الميزة في الظرف الحالي.