أكد رئيس الجمعية الحرفية للصاغة جورج صارجي استمرار إقبال المواطنين الكبير على شراء الذهب «المثّقل» والذي يتكون من ليرات أو أونصات والقطع الذهبية ذات الحجم والوزن الكبيرين، أي جميع أشكال الذهب المصاغ الذي لا يحمل قيمة كبيرة في تكلفة صياغته بالمقارنة مع القطع الذهبية الأخرى. وبرر صارجي لصحيفة الوطن هذا الإقبال الواسع بسبب عدم قدرة هؤلاء الزبائن على شراء عملات أجنبية مثل الدولار، مشيراً إلى أن جميع الأونصات والليرات الذهبية التي يتم بيعها حالياً كانت في الأصل من كميات الذهب العتيق المتداول في الأسواق بغرض الزواج أو المناسبات والهدايا وغيرها. ولفت صارجي إلى استمرار مخاوف المواطنين من اللجوء إلى الدولار مفضلين الاعتماد على تحويل أموالهم إلى ذهب على اعتبار أنه ما زال الملاذ الآمن لرؤوس الأموال. وأكد صارجي أن انتقال كميات كبيرة من الذهب، بجميع أشكاله، يشكل سنداً قوياً داعماً لليرة السورية لطالما كان ذهباً محلي الصنع يقوم عمال الورش المحلية بسكبه ليرات وأونصات ليتلقفه بعد ذلك طلابه من المواطنين السوريين. واعتبر رئيس جمعية الصاغة أنه لولا الصاغة السوريون لكان الدولار وصل إلى سعر 60 ليرة سورية أو أكثر، مبرراً هذا الأمر بأن أي بضاعة ترتفع أسعارها بالتوازي مع ندرتها في السوق، مؤكداً أن المخاوف على قيمة العملة المحلية ما زالت قائمة «فالذهب هو الحل الأمثل والأكثر أماناً». وأضاف: إن الأوضاع الحالية متوترة عالمياً ومحلياً ومن يقل غير ذلك يكن مجافياً للحقيقة.وأكد صارجي استعداد جميع من في جمعية الصاغة تلبية جميع الطلبات وجميع الكميات التي قد يطلبها الزبائن واستدرك قائلاً: هناك احتمال بأن يتحمل زبائن الذهب خسارة ما لسبب من الأسباب. وعن تسعيرة الذهب اليومية في السوق السورية وما يتعلق بها قال: منذ سنوات طويلة وأنا رئيس للجمعية لم يحصل أن سألني أحد في يوم من الأيام عن آلية وضع التسعيرة اليومية للذهب في السوق السورية، كاشفاً عن أن إحدى الجهات الحكومية وبعد إخطارها بوجود إقبال كبير على القطع الذهبية «المثقلة» للاستفسار منها عن آلية جديدة لتسعير الذهب محلياً، قالت تلك الجهة -والكلام لصارجي–: «من الممكن لكم في الجمعية أن تقوموا بتسعير الذهب محلياً بناءً على احتساب تكلفة الذهب المستورد».وفي معرض رده على هذه النصيحة قال صارجي: حتى هذه اللحظة نحن لا نستورد الذهب بسبب الرسوم العالية التي سترفع من سعره ما سيوقف الإقبال عليه، موضحاً أن هذا الموضوع غير ممكن بأن نبيع الناس بأسعار عالية وهذه ليست من أخلاقيات المهنة على الإطلاق، واستبقينا الآلية المعروفة في احتساب سعره الذهب، ورفضنا هذا الاقتراح رفضاً قاطعاً. وفي سؤال عن كميات الذهب الموجودة بين أيدي الصاغة أكد صارجي أن هذه المعلومات خاصة بكل صائغ على حدة ولا يحق لأحد التدخل في سريته، مشيراً إلى أن كمية الذهب الموجودة عند جميع الصاغة في دمشق تقدر بحوالي 2.5 طن ذهب عيار 21 قيراطاً، أما في باقي المحافظات مثل حلب فمن المؤكد أن فيها أكثر من دمشق بثلاثة أضعاف.وأكد أن كمية الذهب الموجودة في متناول الناس المحليين أكثر مما هو موجود في البنك المركزي بكثير وكذلك الأمر بالنسبة لباقي دول العالم، لافتاً إلى ضرورة التنبه لدور الصاغة في دعم الليرة السورية. وعن احتمال قيام الجمعية بدور ما لدعم الاقتصاد السوري أسوة بالآخرين ممن أقدموا على خطوات مماثلة قال: لا نعلم بدقة كميات الذهب الموجودة عند كل صائغ، ولكننا نعرف كميات الذهب التي يتم دمغها وتصنيعها يومياً في دمشق، مشيراً إلى أنه من غير الممكن أن يتم فرض نسبة معينة على هذا الصائغ أو ذاك بحسب نسبة مبيعاته، والأمر يتلخص في أن هناك مواطنين وعندهم طاقة للشراء، وحركة الذهب في السوق هي بحد ذاتها من أكبر عمليات الدعم لعملتنا الوطنية.