ذكر الخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن القرنفلة، أن صادرات البلاد من بيض المائدة سجلت تراجعاً كبيراً خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام البالغة 58 مليون بيضة مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2012 والتي بلغت 336 مليون بيضة، أي انخفضت 278 مليون بيضة.
ونقلت صحيفة "تشرين" الحكومية، عن القرنفلة، قوله إن: "التحولات التي طرأت على سياسات الحكومات السورية المتعاقبة تجاه تنمية وتطوير قطاع الدواجن شكلت عاملاً مهماً في تذبذب سنوي لإنتاج القطاع وعدم استقراره حيث تراوحت تلك السياسات بين المد والجزر لتشكل موجات دفع يزدهر معها إنتاج الدواجن وصادراتها لتعقبها موجات انحسار تسبب تدهوراً في أداء القطاع بشكل عام".
وأضاف أنه "أولى موجات الدفع انطلقت منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي مترافقة بإحداث المؤسسة العامة للدواجن لتشكل مركزاً إنتاجياً إرشادياً حول الطرق الفنية الحديثة في تربية وإدارة الدواجن وعقب ذلك الصدمة الأولى التي تعرض لها منتجو الدواجن السوريون بفعل تداعيات انتشار مرض أنفلونزا الطيور".
وبحسب القرنفلة، شهد القطاع انهياراً حاداً بأسعار مبيع منتجات الدجاج إلى مادون التكلفة إضافة إلى حالة الكساد التي رافقت هذا المشهد الذي أدى إلى خروج عدد كبير من المربين من حلقات الإنتاج بفعل فقدانهم رؤوس أموالهم مع غياب كامل للدعم الحكومي".
ولفت إلى أنه "مع بداية فتح أسواق خارجية لتصريف فائض إنتاج القطر من بيض المائدة بدأت موجة انتعاش جديدة في حياة هذا القطاع إلا أن صفعة سريعة من وزارة الاقتصاد قضت على آمال المربين تمثلت بمنع تصدير فائض الإنتاج من بيض المائدة لتتكرر ظاهرة كساد المادة وتدهور أسعارها".
وبين القرنفلة أنه "من ثم تبدأ موجة جديدة من موجات كبح جماح تطور هذا القطاع تمثلت بإلزام المنتجين الراغبين بتصدير فائض إنتاج البلاد من البيض بتسليم 10% من صادراتهم إلى المؤسسة العامة للخزن والتسويق وبسعر يقل عن السعر الرسمي السائد بـ 8-25 ليرة لكل طبق بيض بالإضافة إلى حصر تصدير لحوم الفروج ببعض الشركات الاستثمارية التي تملك مسالخ حديثة".
يشار إلى أن الخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة، كان أوضح مؤخرا، أن آخر صفعة لقطاع الدواجن جاءت من "وزارة الاقتصاد"، لتقضي على آخر الآمال التي كانت تراود أحلام "ما تبقى من المنتجين" بعودة القطاع إلى الازدهار، وذلك من خلال قرار الوزارة السماح باستيراد الفروج المجمد لتخرق طوقاً من حماية القطاع دام حوالي أربعون عاماً ونيف، ولتصبح القشة التي قسمت ظهر البعير وتوقف حركة القطاع مع ما يتركه ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية خطير.