أكد المكتب الإقليمي لاتحاد المصدرين و المستوردين العرب في سورية أنه بعد انتظار طويل ، بدأ سعر الصرف في التراجع في سورية ، ولئن كان الأمل معقوداً على استمرارية التراجع ، فإن المهم أن الخطوة الأساسية قد بدأت ، وهذا مؤشر ممتاز على إيفاء الجهات المختصة بوعودها ، مخيبة بذلك آمال بعض الحيتان.
إلا أن هذا التراجع كان يجب أن يترافق مع تراجع آخر في أسعار السلع والمواد الغذائية فلطالما كانت هي - أسعار الصرف - الحجة التي يتمترس خلفها ليس حيتان أسواق المواد الغذائية فحسب بل حتى باعة الأرصفة والبسطات الصغيرة ، وكانت الاسطوانة اليومية عند هؤلاء - هي - ارتفاع سعر الصرف - ولكن سعر الصرف تراجع وبنسب مقبولة لغايته ، فلماذا لم تتراجع أسعار المواد الغذائية ؟، إن من المفارقات المضحكة أن حجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية كانت سعر الصرف ، والآن مع استمرار تراجع سعر الصرف واستمرار صعود أسعار المواد الغذائية أو لجم البعض فيها تحت وطأة عدم توافر السيولة النقدية لدى المواطنين ، نسي هؤلاء سعر الصرف تماماً ، بل أكثر من ذلك ينكرون وجود علاقة بين أسعار المواد الغذائية وسعر الصرف ، وما ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية إلا بسبب الظروف المعروفة من مشاكل النقل وأسعار المواد الأولية .
والعديد من الحجج والتبريرات التي يسوقها هؤلاء والتي حفظها المواطن السوري عن ظهر قلب ، مشيراً الى إن اللافت للنظر أن تراجع سعر الصرف تزامن بصدور التشريعات الرادعة بالإضافة إلى التشريعات الموجودة أصلاً ،إلا أنه لا التشريعات الموجودة ولا التسعيرات الادارية ولا قوانين التموين الصادرة منذ 1960م وتعديلاته فيما بعد قامت بردع هؤلاء ، ولا وعيد مسؤولي التجارة الداخلية ، ومراقبيها أفلحت في تخفيض أسعار هذه المواد التي تقل بنسبة عالية جدا ً عن الأسعار التي تباع بها .