يختصر المزارع والمصدّر انطوان الهبر مسار يوميات مزارعي العنب في البقاع بجملة: "من الدوالي إلى برادات التصدير".
فمزارعو العنب يبدأون يومهم بقطاف ينطلق مع ساعات الفجر الأولى لينتهي بهم المطاف مع ساعات المساء على مداخل الشاحنات المبردة التي تنشط بشكل متضاعف عن السنة الماضية وفق ما يقول الهبر لـ"السفير".
لا حدود للايجابيات في الحديث عن موسم الكرمة في البقاع، باستثناء سلبية واحدة يتشارك في معاناتها مختلف أصحاب الكروم الذين يشكون مما يسمونه "الإغراق"، والمقصود إدخال كميات كبيرة من العنب من سوريا باتجاه لبنان عبر المعابر غير الشرعية، ما يلحق ضررا بالكميات المخصصة للسوق المحلي اللبناني.
الأسواق العربية والأجنبية مفتوحة أمام شاحنات التصدير اللبنانية المحملة بالعنب اللبناني، إذ فتحت هذه الأسواق حدودها من دون أي عقبات بعدما اطمأنت لسلامة العنب وخلوّه من الترسبات، وهذا ما توثقه شهادات واختبارات وزارة الزراعة التي تفرض على كل مصدر عنب فحصا مخبريا يتعلق بنوعية وجودة العنب، وهو مجاني وفق ما يؤكد وزير الزراعة حسين الحاج حسن الذي يتحدث عن ثورة إرشادية في موضوع زراعة العنب التي تتسع يوما بعد يوم.
يعدد الحاج حسن ما يطلق عليه القيمة المضافة التي استفاد منها قطاع العنب بدءا من المكافحة البيوليوجية التي تمتاز بفعالياتها ونتائجها الايجابية المطلوبة الى توزيعها مجانا، والأهم أن هذه المكافحة استبدلت بالمكافحة الكيميائية السابقة المكلفة ماليا والتي كانت في أكثر الأحيان العائق الأكبر أمام دخول شاحنات العنب إلى مختلف أسواق التصدير ان كانت عربية أو سواها.
تطور سلم تصدير العنب يعود إلى تقيد المزارعين بالمواصفات العالمية والبيئية والصحية التي فتحت الأبواب أمام برادات العنب، وفق الهبر الذي يؤكد لـ"السفير" أن حركة التصدير هذه السنة مرتفعة قياسا إلى السنة الماضية في ظل خطوات ومواكبة رسمية فعلت فعلها في تطوير هذه الزراعة التي ترتفع مساحاتها الزراعية سنة بعد سنة.
ولا يتوقف تطور زراعة العنب على زيادة المساحات الزراعية فقط، إنما ترافقه زيادة قياسية في الكميات المنتجة ونوعيتها التي تتبدل وتتطور وفق حاجات السوق المحلية والتصديرية، حسبما يقول الهبر الذي يثمن كل خطوات وزير الزراعة الداعمة لهذا القطاع.
ويلحظ أن التصدير ناشط بحراً وبراً وجواً، وفق أحد منتجي العنب في البقاع علي عقيل، الذي يشير إلى تسابق المستوردين على شراء العنب اللبناني الذي بات يعنون بصفة "النظيف والسليم".
ويوضح عقيل لـ"السفير" أن المعالجة البيولوجية فعلت فعلها في تخفيض كلفة إنتاج العنب، والأهم حمايته من الترسبات والمعالجات الكيميائية التي كانت أقل نفعا من هذه المعالجة البيولوجية، والمقصود بها شرائط مشوشة جنسيا لذكور الفراش ما يمنع تكاثرها وانتشارها، وهي وزعت مجانا من قبل وزارة الزراعة.
المصدر: جريدة السفير