أوضح الخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة، أن الخبز الذي يتحول إلى علف حيواني يقدر بنحو 4 مليارات رغيف خبز سنويا، مشيرا إلى أن المضي قدماً في سياسات تخصيص كميات فائضة عن حاجة السكان، من حبوب القمح لإنتاج الخبز تقدر بنحو 1.4 مليون طن، وتخصيص كميات من حبوب الشعير أقل من الاحتياج الفعلي للثروة الحيوانية السورية بحوالي 1.5 مليون طن، ينطوي على خسائر فادحة تلحق بالاقتصاد الوطني.
وبحسب صحيفة "الوطن" المحلية فقد أشار قرنفلة إلى أن إنتاج 4 مليارت رغيف من الخبز مدعوم التكلفة من الحكومة يحتاج إلى كمية 575000 طن من الطحين، تكافئ ما يقارب 799250 طناً من حبوب القمح، يحتاج إنتاجها استثمار مساحة من الأراضي الزراعية تقدر بـ199812 هكتاراً، وكمية من مياه الري تقدر بـ1.598 مليار متر مكعب، وهي تقارب حاجة سكان سورية من مياه الاستعمال المنزلي، إضافة إلى 2.398/ مليون لتر من المبيدات المختلفة، ونحو 359663 طناً من أنواع الأسمدة الكيمائية، وكذلك 199813 طناً من البذار.
ولفت أيضا إلى أن ذلك يحتاج تحويل 575000 طن من الطحين إلى الخبز، الذي يــؤول علفــاً حيوانياً إلى نحو 61.525 مليون لتر من المازوت، تستخدم في تشغيل الأفران مباشرة، و460 مليون لتر من مياه الشرب، و17.25 مليون كيلو واط من الطاقة الكهربائية، إضافة 5750 طناً من الخميرة، وكمية 8620 طناً من ملح الطعام، وساعات العمل، واستهلاك آلات وخطوط إنتاج المطاحن والمخابز، وجهود العمال.
وأضاف: "هذا إذا ما تجاهلنا كميات إضافية وكبيرة من الخبز لا تزال تلقى في حاويات القمامة في مؤشر إلى سلوك غير صحيح في تعامل المستهلك مع هذه الثروة الوطنية، وعدم إدراك تكاليفها الفعلية، رغم أنه في كثير من الثقافات في الغرب والشرق الأدنى والأوسط، نجد أن للخبز أهمية تتجاوز دوره في التغذية، فهو يصل لاعتباره الصلاة الربانية لدى بعض الثقافات قديماً وفي عام 1950 كان الخبز يستخدم كناية عن المال".
وأشار الخبير قرنفلة إلى أنه على حين تبلغ تكلفة إنتاج كيلو الخبز نحو مئة وعشر ليرات سورية، فإن سياسة الدعم الحكومي توفره للمواطن بسعر يبلغ ثماني ليرات سورية تقريباً، وتتحمل خزينة الدولة ما يقارب 200 مليار ليرة سنوياً، للحفاظ على هذا السعر الإداري للمواطنين، ما يشكل ضغطاً كبيراً على الموارد المالية للحكومة.
ولفت إلى أن هذا السعر الإداري للخبز شجع مربي الثروة الحيوانية، على استخدامه بديلاً من تغذية قطعان الأبقار والأغنام والدجاج، حيث يباع كيلو الخبز اليابس كعلف حيواني بنحو ثلاثين ليرة سورية في ظل نقص كبير بالموارد العلفية المحلية، يصل إلى 2.6 مليون طن من المادة الجافة.
ومن جانب آخر أشار قرنفلة إلى أن متوسط ما يخصص لاستهلاك الفرد السوري من الخبز سنويا 120 كغ، يعتبر مرتفعاً بالمقارنة مع ما يستهلكه الفرد في كثير من بلدان العالم، حيث بلغ متوسط استهلاك الفرد من الخبز سنوياً نحو 109 كغ في مصر، مقارنة مع 100 كغ في بلغاريا و90 كغ في رومانيا و74 كغ في هنغاريا و65 كغ، في روسيا و63 كغ في تشيلي و62 كغ في ألمانيا و59 كغ في هولندا.
وكان رئيس "لجنة المخابز الاحتياطية" علي إبراهيم علي، أوضح حزيران الماضي، أن 25% من الخبز يذهب علفا، إذ تباع ربطة الخبز بسعر 15 ليرة للمواطن في حين يبيعها آخرون بسعر 45 ليرة كعلف.