تعتبر الزراعة العضوية نظاما زراعيا يعتمد على استخدام المواد الطبيعية الحيوية في الزراعة بدلا من الأسمدة الكيميائية والمبيدات ومواد المكافحة الضارة بالصحة العامة والمنتج الزراعي بهذه الطريقة يعيد للتربة هيكليتها الطبيعية عن طريق تحسين خواصها الفيزيائية والكيميائية ويزيد من سمك الجذر الخلوي فتصبح الثمار ذات قدرة أكبر على الخزن والشحن.
نبيل سليمان صاحب مصنع لإنتاج أسمدة عضوية طبيعية مئة بالمئة حيث حصل على قرض من المصرف الصناعي عام 2009 وقدره 5 ملايين ليرة سورية وذلك ضمن خطة الحكومة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة و قام بتسديد كامل المبلغ من إنتاج المنشأة التي بدأت بالعمل في نفس العام موضحا أنه يعمل في المنشأة نحو 12 عاملا ما بين فني وعامل وسائق وتتراوح رواتبهم ما بين 15 و 40 ألف ليرة سورية.
وبين سليمان بحسب وكالة الأنباء "سانا" أن الأسمدة العضوية التي ينتجها هي من منشأ حيواني زرق طيور-روث أبقار وأغنام بالإضافة إلى بعض المخلفات النباتية بقايا مزارع الفطور -بقايا السمسم-بقايا الفستق العبيد-أضلاع التبغ وكذلك بقايا أخرى ومجموع هذه المخلفات النباتية تشكل نحو 10 بالمئة من المنتج.
حيث يضيف إلى هذه الخلطة بعض الفلذات الغنية بالعناصر النادرة الصغرى مثل تونيا -حديد-نحاس -منغنيزيوم -منغنيز -يوروم كما يضيف اليها بعض البكتيريا النافعة كبكتيريا تسريع عملية التفاعل وبكتيريا تسميد الآزوت بشكليه الأرضي والجوي بالإضافة إلى بعض البكتيريا المضادة للفطريات وتوضع هذه المواد بجور فنية معدة لهذا الغرض وبعمق نحو سبعة أمتار وتخمر لمدة عام كامل ثم تقلب بالساحات كل أربعة أشهر.
ومن ثم يتم تعقيم هذه المادة بواسطة فرن بسترة يعمل على الديزل بدرجة حرارة 78 درجة مئوية ومن بعدها يتم تعقيمها أيضا ببخار الماء ثم تنقى من شوائبها خشب-بلاستيك -بحص وغيرها وتجرش عبر جواريش المنشأة وتعبأ بأكياس وزن 50 و 25 كيلوغراما لتباع بالأسواق المحلية وبأسعار مقبولة ومشجعة.
وبين أن هذه المادة جربت على امتداد واسع على الزراعات المحمية وكافة الأشجار المثمرة ونتيجة التجارب العديدة والمتكررة التي قامت بها المزرعة منحت جائرة الاتحاد الأوروبي للزراعة العضوية كما نالت المنشأة من خلال تجاربها وعملها على أرض الواقع ثقة المزارعين في الساحل السوري.
وأوضح سليمان أن الأزمة أثرت بشكل سلبي على عمله ايضا من ناحية الحصول على المادة الأولية حيث يحصل على روث الأبقار والأغنام والبقايا النباتية من معرة النعمان وجسر الشغور.
وبين أن التسويق يتم من أرض المصنع بالإضافة إلى موزع يقوم بتوزيع هذا المنتج في منطقة الخراب بمحافظة طرطوس وهي منطقة مشهورة بالزراعة المحمية مشيرا إلى أن هناك إقبالا كبيرا على المنتج ولايوجد مشكلة في التسويق منوها بالدعم الذي حصل عليه من وزارة الزراعة إذ سمح لمباقر ومداجن المحافظة ببيعه مايلزم من مواد أولية لازمة لعمله.
وبين أن مجموعة من عماله موسميون فهم يعملون فقط في فصل الصيف حيث يتضمن العمل تقليب المادة وتنشيفها عبر تعريضها لأشعة الشمس وتعقيمها ثم جرشها وتعبئتها في أكياس مخصصة لذلك أما فصل الشتاء فيكون لتخمير هذه المادة في الجور الفنية المخصصة لذلك وبالتالي فليس لديهم عمل في فصل الشتاء مما يصعب تسجيلهم بالتأمينات الاجتماعية.
وأوضح أن المنشأة تتعاون موسميا مع قسم التوجيه والإرشاد في مديرية الزراعة باللاذقية ومع كلية الهندسة الزراعية والمعهد العالي للبيئة في جامعة تشرين وذلك لإجراء ندوات متكررة وعديدة وذلك فيما يسمى "يوما حقليا" ويتم خلالها اطلاع المهندسين الزراعيين المتخرجين والذين يواصلون دراستهم وطلاب الدراسات العليا والموظفين في الوحدات الإرشادية على عمل المصنع وإنتاجه وخبراته في صنع الأسمدة العضوية كما يتم الاستفادة من خبرات المهندسين الزراعيين علميا.
يشار إلى أنه تم اعتماد معايير وضوابط الزراعة العضوية في سورية لتغطي جميع مراحل الإنتاج وإعداد وتوزيع المنتجات العضوية والرقابة عليها بما في ذلك بطاقة المنتج وفقا للقرار رقم 247 ت تاريخ 1/10/2012 المتضمن التعليمات التنفيذية لقانون الزراعة العضوية إضافة إلى قانون الزراعة العضوية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 12 تاريخ 22/1/2012.