فقر معلومات الكتاب الجامعي، صعوبة الحفظ منه، قدم مناهج الكتب الجامعية، عدم توافر المقررات، الأستاذ الجامعي نفسه، كلها أسباب انتشار "النوط الجامعية" للدرجة التي باتت بها اليوم..
فما زالت “النوط” الجامعية التي تباع على واجهات المكتبات والدكاكين المتواجدة بالقرب من حرم الجامعات الملاذ الأول للطلبة، سواء في التعليم النظامي أو المفتوح، وحتى الموازي.
يحدث كل ذلك أمام عجز الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي والجامعات عن ضبط هذه الظاهرة التي باتت مألوفة في حياة شباب الجامعة، رغم أنها تشوه أفكار الأساتذة، لأنها تعهد لموظف ليكتبها دون أن يدري ماذا تحوي!.
هروب من الحفظ الزائد!
أغلب الذين التقيناهم من الطلبة أكدوا أن السبب الذي يجعلهم يفضلون النوتة على الكتاب هو الكم الهائل من المواد التي يحويها الكتاب ولا علاقة لها بالامتحان، بمعنى آخر أن الكتاب بات مجرد حشو كلام، بينما النوته تختصر المعلومات المفيدة والمهمة والضرورية للامتحان، لذلك يلجأ الطلاب لها ويفضلونها على الكتاب الجامعي الذي بات فقيراً بمعلوماته، حيث هناك كتباً عمرها حوالي النصف قرن ولم يطرأ عليها أي تحديث!!.
الطالب هو السبب!!
كما كنا نتوقع حمّل الأساتذة مسؤولية انتشار النوتة للطالب، ورفض بعضهم اتهام الطالب للأستاذ كشريك في بيع “النوت”، معتبرين ذلك إهانة للأستاذ، ولآخرون من الأساتذة رأياً منطقيا، حيث قالوا ” لا توجد ظاهرة بالمطلق إيجابية أو سلبية ولكن نضطر أحياناً إلى اختيار البدائل في حال عدم وجود حل أمثل ، ففي حال عدم وجود كتاب جامعي أو مراجع فإن البديل أو أحد البدائل هو النوط الموجودة….كما أن الطلاب اعتادوا على اعتمادهم على ثقافة المعلومة السهلة والسريعة ولا يمكننا القول إن هذه النوط عززت هذه الثقافة، ولكن هناك أموراً كثيرة أنبنت وغرست عند الطالب، فجاءت النوتة لتكون السبيل الوحيد لمراجعة وحفظ وبصم المعلومة دون التفكير ودون العودة إلى مراجع”.
فريق آخر من الأساتذة قال ” علينا أن لا نظلم الطالب، هذه ليست مشكلة الطالب وحده إنما مشكلة جيل بأكمله لأن الطريقة بالتعليم منذ البدايات حتى يصبح طالب جامعي اعتاد الطالب على التلقين وعلى التلقي دون عطاء “يأخذ ولا يعطي”، فلا يمكن في وقت الجامعة أن تقول للطالب أن يحضر مراجع وبحوثاً وأن تضعه في دوامة، حيث إن الطالب بارع في الحفظ والتذكر وليس في التحليل والتفكير وحل المشاكل فيتوه عند هذه النقطة”.
بالمختصر نحن أمام مشكلة دائماً حاضرة لعدم إيجاد حلولاً لها رغم خطورتها على أفكار الأساتذة التي تباع وتشترى كأي سلعة، فإلى متى تستمر هذه الظاهرة؟!!
سؤال نضعه برسم وزارة التعليم العالي وإدارات الجامعات.
المصدر: (B2B_Sy_ الاتحاد الوطني لطلبة سورية)