قالت مصادر مطلعة في مصرف سورية المركزي إن المصرف قرر عقد جلسات تدخل يومية في سوق القطع الى حين عودة السعر الى ما كان عليه قبل الفورة الحالية التي اوصلته الى ما يقارب 200 ليرة سورية بالرغم من وهمية السعر،
مع تأكيد مصرف سورية المركزي على ان سعر صرف القطع الاجنبي عائد لا محالة الى معدل 170 ليرة سورية للدولار الواحد، ناهيك عن الزام شركات ومؤسسات الصرافة بيع ما لديها من مخزون القطع الاجنبي حتى يكون التدخل فعالاً وتكون مشاركتها في عملية التدخل فعالة اكثر مع التزام المركزي ترميم مراكز القطع الاجنبي ومخازينها منه فوراً دون تأخير.
حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة اكد من جهته ان عملية التدخل في سوق اسعار صرف القطع الاجنبي مستمرة وبشكل يومي حتى وصول سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات توازنية مقبولة، إضافة إلى استمرار التزام مصرف سورية المركزي بقبول طلبات شراء القطع الأجنبي من قبل مؤسسات ومكاتب الصرافة بشكل يومي لتلبية حاجة السوق ومتطلبات استقرار سعر الصرف؛ وهو واقع انعكس بشكل فوري ومباشر على السوق التي شهدت حالة من الترقب بانتظار نتائج الجلسة بعد انتشار اخبار انعقادها، مع تسجيل سعر الصرف تحسناً متسارعاً تجاوز خلال الاجتماع 17-20 ليرة سورية حيث بلغ 187 ليرة للدولار مع اتجاه عام لتسجيل مزيد من التحسن؛ الأمر الذي يؤكد صوابية رؤية مصرف سورية المركزي بعدم وجود أسباب حقيقية لتراجع سعر صرف الليرة السورية وعدم وجود طلب حقيقي يبرر هذا التراجع الحاصل سوى عمليات المضاربة التي تستهدف زعزعة استقرار سعر صرف الليرة السورية.
وكان مصرف سورية المركزي قد باشر إجراءات استثنائية وطارئة لمواجهة الارتفاع الطارئ في سعر صرف القطع الاجنبي والحد من تأثيراته على سعر صرف الليرة السورية وقدرتها الشرائية، وفي هذا السياق قرر مصرف سورية المركزي التدخل المباشر في سوق القطع عن طريق بيع شرائح كبيرة من القطع الأجنبي لكل من مؤسسات الصرافة المرخصة العاملة في القطر بمقدار 300 ألف دولار أمريكي لكل شركة و100 ألف دولار أمريكي لكل مكتب كحد أدنى بسعر صرف يبلغ 186 ليرة سورية للدولار الواحد لبيعها في السوق بسعر 187 ليرة سورية للأغراض التجارية وغير التجارية دون ضوابط، بما يغطي حاجة السوق ويعيد الارتياح إلى المتعاملين في السوق وتبديد حالة الذعر والخوف التي أحدثها المضاربون خلال الأيام السابقة.
مجلس النقد والتسليف وفي اطار مواجهة ارتفاع سعر الصرف عقد اجتماعاً طارئاً أمس الأحد لمناقشة تداعيات التراجع الأخير وغير المبرر في سعر صرف الليرة السورية وسبل اتخاذ إجراءات نوعية وحاسمة لتهدئة السوق وإعادة الاستقرار لسعر صرف الليرة السورية، وفي سياق ما تم مناقشته خلال اجتماع مجلس النقد والتسليف وما تقرر من اجراءات عقد مصرف سورية المركزي جلسة تدخل نوعية واستثنائية بحضور كافة ممثلي شركات ومكاتب الصرافة بهدف اتخاذ إجراءات حاسمة ومؤثرة تعيد سعر صرف الليرة السورية إلى مستوياتها التوازنية وذلك بعد أن لامس مستويات وهمية قاربت 202- 206 ليرة للدولار الأمريكي.
وقد دعا حاكم مصرف سورية المركزي مؤسسات الصرافة لحضور جلسة تدخل جديدة بعد ظهر اليوم الاثنين للوقوف على تطورات سعر الصرف ونتائج الإجراءات التي تم ذكرها، وهو ما يندرج ضمن سياق جلساته الدورية ومتابعته الدؤوبة لتطورات السوق وسعر الصرف إلى أن يعود سعر الصرف إلى المستويات التوازنية المقبولة والتي يحددها مصرف سورية المركزي.
وقد ختم الدكتور أديب ميالة جلسة التدخل بتحذيره المضاربين خلال الأيام القليلة الماضية من مغبة وخطورة المضاربة على الليرة السورية في سوق القطع الأجنبي، مؤكداً بأن مصرف سورية المركزي يقف بالمرصاد لكل من يحاول التلاعب باستقرار الليرة السورية وأنه سيلحق به خسارة طائلة.