شهدت ظاهرة استئجار المنازل للسكن ارتفاعاً جنونياً من بداية الأزمة التي يمر فيها البلد، وبسبب كثرة المهجرين من المناطق الساخنة طلباً للأمان، وجد سكان المناطق الآمنة في حاجة المهجرين إلى السكن فرصة لاستغلالهم مالياً فوق ما يعانونه من تشتت وضياع ومآس، فأغلب سكان المناطق الآمنة ممن يمتلكون منازل للإيجار لم يرأفوا بحالة المهجرين، ولم ينظروا إليهم بعين العطف والرحمة، والقليل منهم راعى حاجة ومأساة هؤلاء وأجرّ منزله بمبلغ معقول. وهناك تفاوت في أسعار الإيجارات بين منطقة وأخرى، وبين مالك جشع ومالك رؤوف يمتلك ضميراً.
لإلقاء الضوء على أزمة الإيجارات كانت لنا اللقاءات الآتية مع بعض المواطنين في منطقتي مساكن برزة وحي الحرية (عش الورور):
المواطن أ.مسالخي قال: أسعار الإيجارات في مساكن برزة وتوابعها ومسبقة الصنع ومنطقة كلية الزراعة وتوابعها وركن الدين شديدة الغلاء تتراوح بين (50-70) ألف ليرة شهرياً لشقة لا تتجاوز مساحتها 100 متر مربع، إذ لا شفقة ولا رحمة بالمستأجر، إضافة إلى ضرورة تنظيم عقد إيجار تطلبه محافظة دمشق والمؤجر وتقع رسومه الباهظة التي تتجاوز (1500) ليرة على عاتق المستأجر.
-المواطن أحمد يوسف من حي الحرية (عش الورور) قال: هناك غلاء في أسعار إيجارات المنازل لا يعادل راتب الموظف، فالقوي يستقوي على الضعيف ولا توجد رأفة بحالة الناس في ظل هذه الأزمة والأسعار هنا بين (7-8) آلاف لغرفتين غير مفروشتين مع منافع ومع تنظيم عقد إيجار رسمي بتكلفة (1500) ليرة تقع على عاتق المستأجر.
مواطن مهجر من حمص ومستأجر في مساكن برزة قال: تهجرت من مدينة حمص واستأجرت مع أسرتي غرفة ومنافع وبمساحة لا تزيد على (25)م2 منذ أكثر من سنة وبمبلغ (10) آلاف ليرة شهرياً وهذا مع تكّرم صاحب المنزل ودفع رسوم العقد، وهذه حالة استثنائية نادرة، وإذا تركت المنزل حالياً فإن صاحبه يؤجره بما لا يقل عن (30) ألف ليرة، وقال: هناك استبداد بالناس واستغلال لحاجتهم لمنزل يقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف، إذ لا تكفي معاناة هؤلاء وتشريدهم مع أطفالهم وتهدم منازلهم، بل جاء من يستغلهم ويزيد الطين بلة ويصب الزيت على النار.
المواطن م.د من برزة البلد قال: في منطقة حي الحرية أسعار الإيجارات مقبولة وعادية وتتراوح بين (5-7) آلاف ليرة لغرفتين ومنافع غير مفروشتين ولا يوجد مفروش هناك، أما في المناطق المنظمة (مساكن برزة وتوابعها) فإيجار غرفتين غير مفروشتين يتراوح بين (30-40) ألف ليرة وإيجار المفروشتين بين (50-60) ألف ليرة بعد تنظيم عقد رسمي والمكاتب العقارية تستغل حاجة المستأجر وتأخذ منه مبلغاً خيالياً يصل إلى (10) آلاف كعمولة من دون حسيب أو رقيب.
م.ط صاحب مكتب عقاري قال: حالياً لا توجد شقق للإيجار في مساكن برزة فكلها مؤجرة والأسعار كاوية وتتراوح بين (30-70) ألفاً لمنزل مساحته 100-120م2 غير مفروش مع عقد نظامي ورسوم على المستأجر بقيمة 2% تدفع لمحافظة دمشق، ومالكو البيوت هم الذين رفعوا أسعار إيجار منازلهم فهم يحددون لنا السعر ونحن نخبر المستأجر به ونتقاضى عمولة محددة وفق القانون، فالأسعار مرتفعة جداً ويتحكم بها أصحاب المنازل المؤجرة. وعن الحلول لهذه المشكلة قال: يوجد في مساكن برزة العديد من المنازل غير المسكونة وأصحابها خارج القطر، فلماذا لا تقوم الحكومة بفتح هذه المنازل أمام المهجرين بموجب عقود رسمية ونضع بدل إيجارها رصيداً لأصحابها في البنوك ريثما يعودون إلى القطر، كما يجب على الحكومة أن تشكل لجنة ميدانية لتحديد أسعار الإيجارات علماً أن الأسعار الرائجة هي بموجب طلب مالكي المنازل وهناك من يطلب دفع بدل الإيجار لستة أشهر مسبقاً.
المصدر: صحيفة تشرين المحلية –B2B-SY