ظهرت في إدلب العديد من الإصابات بأمراض تنفسية والتهابات جلدية، نتيجة استخدام مادة المازوت المسروق "المضروب"، والذي يباع بكثرة في عموم مناطق المحافظة بأسعار تتراوح بين 75 – 80 ليرة لليتر الواحد، ويستخدم للتدفئة المنزلية وتشغيل المحركات التي تعمل على الديزل.
ونشرت صحيفة "تشرين" تقريراً جاء فيه أن "سرقة النفط قبل تكريره تتم من خطوط نقل النفط الخام في المنطقة الشرقية، ويتم بيعه لسكان محليين يقومون بدورهم بتكريره بطريقة تعتمد على خزانات تفتقر لأبسط مقومات السلامة الشخصية، وغير مجهزة بالمعدات لتصفية النفط من المواد الكيميائية".
وأوضح التقرير أن "هذه الطريقة أودت بحياة الكثير من مستخدميها في معرة النعمان، إذ انفجرت حراقات بأكملها وأدت إلى موت من كان يعمل بها وأحدثت تلوثاً بالبيئة ستبقى آثاره لسنوات قادمة".
وبيّن أطباء في إدلب أن "المازوت المكرر، الذي يسمى "المازوت المضروب"، يحتوي في تركيبته على غازات الفلور والهيدروجين والكلور والميتان وثاني أكسيد الكربون، والغازات الملتهبة والمنبعثة من عمليات تكرير النفط تسببت لعشرات المواطنين بالتهابات في أنسجة الجلد والمسالك التنفسية، كما تسببت بحدوث إجهاد وارتباك ذهني لدى الكثير من المواطنين الذين فقد بعضهم التركيز والوعي قبل مراجعتهم لعيادات الأطباء".
ولفت الأطباء إلى أن "عشرات المواطنين من مختلف مناطق المحافظة أصيبوا بحروق جلدية متفاوتة ناتجة عن انفجار المدافئ المنزلية والبوابير العاملة على الديزل المضروب".
وتتركز عمليات التكرير البدائية للنفط المسروق بشكل واسع وسط الأراضي الزراعية في معرة النعمان وقرى المطخ التابعة لناحية أبي الظهور وآفس، إذ ينتشر في سماء هذه المناطق دخان التكرير بشكل ملحوظ، وهو ينبعث من حراقات تستخدم إطارات السيارات المهترئة في عملية التكرير.
وبدورهم ناشد أطباء اختصاصيون بالأمراض التنفسية والجلدية في إدلب المواطنين "الابتعاد عن مخاطر هذه العملية وعدم استخدامها، والاعتماد على البدائل إلى حين الانتهاء من المصيبة وانفراج الأزمة التي تمر بها المحافظة".
يذكر أن كميات النفط المهدورة والمسروقة "بلغت 11.942 مليون برميل نفط حتى عام 2013"، بحسب وزارة النفط، كما تراجع إنتاج النفط في سوريا "لنحو 20 ألف برميل يومياً من أصل 380 ألفاً كانت تنتج قبل اندلاع الأزمة"، ما يعني انخفاضاً بنسبة 95%.