يقوم الإيرانيون بالعمل على إدخار أموالهم عن طريق تحويلها الى مصنوعات ذهبية، ويعمل الإيرانيون على استخدامها كوسيلة للمقايضة بين طهران وشركائهم التجاريين وذلك للعمل على الإلتفاف على مجموعة العقوبات الأمريكية التي تقع ايران تحت ضغوطاتها وتشتد اثرها يوماً بعد الأخر.
ومن هذا الإطار فقد أظهرت بيانات إحصائية تركية أن مبيعات أنقرة من الذهب لإيران ارتفعت خلال مارس الماضي بما يزيد عن نسبة 30 %، وأفادت بيانات نشرت اليوم بأن صادرات الذهب التركي إلى إيران بلغت تسعة أطنان في مارس الماضي بقيمة ناهزت 480 مليون دولار أميريكي.
ومن هذا نرى أنه زادت الكمية الموجهة الى ايران من الذهب بما وصل من حوالي 30 كجم وذلك بالمقارنة بفبراير الماضي، وهو ما يعني أن شهر مارس سجل رقماً قياسياً في صادرات الذهب منذ بدء تدوين صادرات الذهب التركي عام 2010، وقد أصبحت تركيا أحد الملاذات الأساسية لإيران للتخفيف من آثار العقوبات الاقتصادية والمالية عليها، والعمل على ايجاد المنافذ الإقتصادية التي من خلالها تستطيع التنفس في ظل هذه العقوبات الغربية.
وذكر جوخان أكسو نائب رئيس شركة تكرير الذهب بإسطنبول إن الإيرانيين يفضلون المجوهرات والأحجار الكريمة للحفاظ على قيمة مدخراتهم وتفادي عدم استقرار الأسعار، والعمل على تأمين حياتهم المستقبلية في ظل التقلبات التي تطرأ بصورة سريعة على وضعية السوق الإيراني في ظل هذه العقوبات المشددة على الجانب الإيراني.
ومما جدير بالذكر أن إيران أصبحت تلجأ أكثر فأكثر إلى مقايضة وارداتها من الحبوب بالذهب والنفط، بقصد تفادي اشتداد العقوبات الغربية ضدها والتي جعلت من الصعب جداً استخدام طرق التمويل المعتادة لسداد مستورداتها أو التوصل بمستحقات على شحنات النفط، مما اضطرها الى العمل على ايجاد طرق بديلة ومن هذه الطرق وأهمها وهي المقايضة.
ونذكر أنه في وقت سابق فقد فشل مستوردون إيرانيون في سداد مستحقات شحنة أزر هندي، في حين أوقف مصدرون ماليزيون وإندونيسيون بعث إمدادات زيت النخيل إلى طهران بسبب صعوبات في تحصيل مقابل لها من الجانب الإيراني.
وزد على ذلك ما ذكرته الحكومة الكورية إنه سيتم تقليل شحنات التصدير إلى إيران، لأن المصدرين الكوريين لن يتمكنوا من الحصول على مستحقاتهم المالية في حال وقف استيراد النفط، ومن هنا تدرس الحكومة الكورية الجنوبية ما إذا كان سيتم تطبيق نظام الحصة النسبية على صادراتها إلى إيران، حيث من المتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي حظراً بشأن التأمين على الناقلات التي تحمل النفط من إيران بدءا من يوليو المقبل، مما يوجد هناك تخوفات بأن تتعثر ايران في السداد.
المصدر: نقودي